الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> زينة العبد فقره واحتياجه >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- زينة العبد فقره واحتياجه
- والغني بالإله لاق ابتهاجه
- وهو في غيره مجرد وهم
- كم به رادت الردى أفواجه
- والجهول الذي يظن بشيء
- من متاع الدنيا يصح مزاجه
- ليس يغني الفقير شيء ولو سيق
- إليه من الوجود خراجه
- ولهذا تراه والحرص في حال
- افتقار وغنية معراجه
- وهي من داء حب دنياه ما زال
- مريضا أعيى الجميع علاجه
- والغني الغني بالذات لا بالعرض
- الزائل المثار عجاجه
- يا ابن يومين لا تخف قطع رزق
- كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
- وكم ارتاب عال في كفاف
- وعليه في العيش ضاقت فجاجه
- ثم لما أن أسلم الأمر أثرت
- خادموه وأيسرت أزواجه
- فز براحات قلبك الغر يامن
- زاد من فوت ما يروم انزعاجه
- واطرح الهم عن فؤادك واربح
- صفو عيش إن طبت طاب نتاجه
- لا تقل قل دون غيري رزقي
- كل رزق مقدر إخراجه
- قسمة الله لا زيادة فيها
- لا ولا نقص عذبه وأجاجه
- والفتى غير رزقه لم ينله
- ولو احتال واستطال لجاجه
- كم شجاع أراد رزق سواه
- يحتويه فقطعت أوداجه
- ولكم ضم رزق إنسان حصن
- فغزوه وهدمت أبراجه
- صاح لو كان فيك رزقك ما لم
- يفتح الله عاقك استخراجه
- ولو انضم تاج كسرى على رز ق
- فتى ذل وانزوى عنه تاجه
- كل ضيق وإن تطاول دهرا
- عن قريب بد يأتي انفراجه
- هذه عادة المهيمن فينا
- وعليها لقد جرى منهاجه
- أي وقت يمر من غير نوع
- من عطاء كسا الكساد رواجه
- كم لمولاي في الورى من أياد
- عند عبد بها استقام اعوجاجه
- وله كل ساعة وزمان
- بحر فضل تدفقت أمواجه
- ثق بلطف الإله في كل حال
- فهو في الخلق مستنير سراجه
- وإذا ضاق أو تعسر أمر
- ثم أبطأ انفساحه وانبلاجه
- وغدا القلب منه في سجن هم
- زائد الظلم لم يمت حجاجه
- فتوكل وارم السلاح ودع ما
- أنت فيه وليمض عنك هياجه
- واجعل الكون كله لم يكن من
- قبل يذهب عن الفؤاد ارتجاجه
- وتر الخير في الذي أنت فيه
- لكن الجهل سود الوجه زاجه
- والذي عنده الأمور تساوت
- تم في طاجن الحجا إنضاجه
المزيد...
العصور الأدبيه