الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> به انتفيت انتفاء الباب بالخشب >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- به انتفيت انتفاء الباب بالخشب
- جمعا وفي الفرق ما الخلخال بالذهب
- لو لم يكن خشب ما الباب كان ولا
- قد كان من ذهب خلخال منتقب
- حقيقتان هما إحداهما عدم
- وما سواها وجود ثابت السبب
- والروح من جملة المعدوم سارية
- كالجلد بالعظم ممسوك وبالعصب
- وكلها صور يبدو مصورها
- بها محيط كما قد جاء في الكتب
- فافهم تقاديره واعرف حقيقتها
- منها ومنه وخف واحذر من العطب
- ولا تقل أنت هو ما أنت هو أبدا
- لا شيء كيف يساوي الشيء واعجبي
- وظاهر هو ذا لا غيره معه
- وإنما غيره المعدوم فارتقب
- وباطن هو في حال الظهور كما
- عرفت في الذهب المصنوع والخشب
- ولا تقل بانتقاء الغير تجهله
- ولا تقل بوجود الغير تحتجب
- ورتبة أنت فيها إنه أزلا
- في رتبة غيرها فاكشف عن الرتب
- وافهم كلامي وحقق ما تراه هنا
- وميز الفرق والزم ساحة الأدب
- ولا تغالط فما الأحوال ملعبة
- وليس قلبك هذا غير منقلب
- هذا هو الخلق والحق المحيط به
- لأنه عدم قل بالوجود حبي
- فاسجد له دائما إن كنت تعرفه
- مثليي كما قال في القرآن واقترب
- ولا تصر كافرا إن قلت إنك هو
- فأنت بالنفس عنه دائم الحجب
- الله أكبر هذا عقد كل ولي
- لا شك فيه لنا بل عقد كل نبي
- فخذ به وتمسك لا تمل لسوى
- هذا إذا رمت ترقي ذروة القرب
- أو لا فسلمه للقوم الذين به
- تحققوا واعتقد تنجو من العيب
- وتدرك العز في دنيا وآخرة
- بالقوم في حالة موصولة النسب
- أو لا فلا تؤذهم بالسوء تنسبه
- لهم وخف ربهم يرديك بالغضب
- ولا تخض في أمور لست تعرفها
- إني نصحتك هذا غاية اللعب
- ولا تعاند بلا علم وكن رجلا
- له اهتمام بأعلى السبعة الشهب
- واعلم بربك لا بالعقل منك تفز
- بما تروم وكن في الرأس لا الذنب
- فإن ربك خلاق لعقلك ما
- فرقت بالذوق بين الضرب والضرب
المزيد...
العصور الأدبيه