الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> بلاء الأنبياء هو البلاء >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- بلاء الأنبياء هو البلاء
- وقد عانت عناه الأولياء
- وذلك كان في الدنيا وفيما
- به للناس ذم أو ثناء
- ومن يكثر عليه الصبر يعظم
- به عند الإله له الجزاء
- وأما الدين فاحذر من بلاء
- يصبك فيه ذاك هو الشقاء
- ومن يصبر عليه أصر عمدا
- على العصيان وازداد العناء
- نصحتك لا تخف في قطع رزق
- أذى الدنيا فلله العطاء
- وكن بالانفراد سليم صدر
- لأن مصاحبات الناس داء
- فإنك إن نطقت بما تراه
- عليهم حثهم فيك افتراء
- وصرت عدوهم في كل حال
- وليس لهم بما قلت ارعواء
- وإن تسكت وتكرهه بقلب
- فقلبك ما له فيهم خفاء
- وأدنى ما يكون يقال هذا
- ثقيل كل حالته رياء
- وهم لا يقبلونك فاجتنبهم
- وأنت بما علمت لك اهتداء
- لأنك باللقاء تكون مغرى
- بسبل إنه بئس اللقاء
- وإن خالطتهم وسلكت معهم
- يكون لهم بفعلك ذا إرضاء
- وتمسى بينهم مرفوع شأن
- وتصبح كل ما تلقى هناء
- ولكن تبتلي في الدين منهم
- بما هم فيه إذ بالسوء جاؤوا
- أكابرهم على الإعراض قاموا
- ولو بالكفر ما لهم انثناء
- وقد حملوا أصاغرهم عليه
- مداهنة وليس لهم حياء
- تنبه يا مريد الحق وافتح
- عيونك ما بنو الدنيا سواء
- وصابر عن لقاء الناس واصبر
- على الإيذاء وليسع الإناء
- فإن الصبر في الدنيا قليل
- وعقباه انكشاف وانجلاء
- فأما الصبر منك على عقاب القيامة
- فهو ليس له انقضاء
- ولا تترج غير الله مولى
- فغير الله ما فيه الرجاء
المزيد...
العصور الأدبيه