الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> اسقني من مدامة القدوس >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- اسقني من مدامة القدوس
- فهي ملء الدنان ملء الكؤوس
- وأدرها علي بين الندامى
- من قيام بسكرها وجلوس
- صرف راح بشربها كم أميتت
- من نفوس وأحييت من نفوس
- بكر دن عتيقة قد أعادت
- بالتدابير عهد جالينوس
- قام يسعى بها المليح علينا
- ذو محيا يفوق ضوء الشموس
- فخرجنا بنشأة السكر منها
- عن جميع المعقول والمحسوس
- وشهدنا هنالك السر يبدو
- بالتجلي من غيبة المحروس
- وبه لا بنا معاينة قامت
- بالإشارات في حروف الطروس
- ثم لا مسجد ولا بيت نار
- هو للمسلمين أو للمجوس
- شمعة النور لم تزل في اشتعال
- وعليها الجميع كالفانوس
- وهو ستر الأشياء بالنص فان
- في عيون المحقق المطموس
- والسوى في القيود من كل شيء
- ليس ينفك أسرها والحبوس
- إن بشر قد مس كان يؤوسا
- وبخير إن مس غير يؤوس
- قم لصافي الكؤوس وانشق شذاها
- أنديمي واستجل وجه العروس
- هذه حضرة المنى والتهاني
- فاغنم السعد مذهبا للنحوس
- واستمع آلة الدفوف إشارا
- ببديع الترنم المأنوس
- وتنصت لصوت ناي رخيم
- إنما ذاك رقية المأيوس
- واعشق الجنك والرباب سماعا
- وتعلم كيف انحناء الرؤوس
- إنما العيش بالمعازف عيش
- في نظير المذوق والملموس
- جنة عجلت لقوم كرام
- ما بهم من خب ولا من شموس
- يتثنون في رياض علوم
- مزهرات بحضرة القدوس
- وعليهم سرادق الغيب مدت
- دائما للحفاظ من كل بوس
- فهم القوم لا سواهم وهيهات
- يقاس الرئيس بالمرؤوس
المزيد...
العصور الأدبيه