الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> أهل المحبة في السرور الدائم >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- أهل المحبة في السرور الدائم
- لا يحزنون ولا بلوم اللائم
- هم كذاه في هذه الدنيا كما
- هم هكذا في يوم يقظة نائم
- لهم الملاح مظاهر الغيب الذي
- هو ظاهر بجمال وجه دائم
- يتنعمون به هنا وهناك لا
- يخفى عليهم بالمليح القائم
- أرواحهم كالشمس في أفق السما
- وجسومهم شفاقة كغمائم
- هم أهل كشف يفرحون بربهم
- في كل صورة أهيف متلائم
- لهم الجمال محقق بمحاسن
- تبدو الملاح بها كزهر كمائم
- ولغيرهم معنى الجلال مظاهر ال
- شهوات تعشقها نفوس بهائم
- في هذه الدنيا بذاك تنعموا
- وكذاك في الأخرى كطير حائم
- نفس لهم لا روح تعلمهم بمن
- هو نافخ فيهم لنيل غنائم
- لا يعرفون الحظ غير بطونهم
- وفروجهم شوقا بكل ملائم
- ولذاك قال الله فيها كل ما
- هم يشتهون يحثهم بعزائم
- أهل الحجاب لهم نعيم جسومهم
- وعذابهم أن قابلوا بجرائم
- ونعيم أهل الكشف رؤية طلعة ال
- محبوب بالوجه الجميل الدائم
- هو حظهم في النشأتين من الذي
- عشقوه بالقلب الطهور الصائم
- إذ لا نعيم سوى نعيم شهوده
- يوم اللقا بلطائف وكرائم
- هو ظاهر لعيونهم وقلوبهم
- بمباسم لعس ولين قوائم
- من كل وضاح الجبين كأنه
- بدر التمام محوّط بتمائم
- يختال كالغصن الرطيب بقامة
- لقلوبهم فيها غناء حمائم
- كالبرق يلمع عن وجود حقيقة
- نفحاتها فاحت بطيب نسائم
المزيد...
العصور الأدبيه