الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الغني النابلسي >> أنا كل الوجود والكائنات >>
قصائدعبد الغني النابلسي
- أنا كل الوجود والكائنات
- أنا كل الأرواح كل الذوات
- أنا كل العقول بل كل شيء
- في جميع الأزمان والأوقات
- ليس كل الوجود إلا أسامي
- والمسمى بكل ذلك ذاتي
- والتباسي عليك حيث لباسي
- كل شيء يلقيك في الآفات
- يا بني هذه العصابة إني
- جاعل حبكم مكان حياتي
- لي فؤاد يحن شوقا إليكم
- كل حين في سار الحالات
- إنما نحن واحد نتجارى
- في بحار الوجود كالموجات
- لمحات تلوح من نور أمر
- وبقاء الجميع في اللمحات
- ولعين العيون في كل شأن
- صور تستقل عند عداتي
- والتجلي في كل نوع مفيد
- عكس ما نحن فيه والحق آت
- واقترابي تباعدي وعلومي
- عين جهلي والنفي في إثباتي
- حبذا ضجة السماع سحيرا
- إن تكن بالدفوف والنايات
- وصرير الطنبور والجنك لما
- شاكلته رقيقة النغمات
- وصياح السنطير للهو يدعو
- وكؤوس الطلا بأيدي السقاة
- مجلس فيه موسم للأماني
- وهو بالأنس حف واللذات
- سيما والملاح تخطر فيه
- بوجوه محمرة الوجنات
- هذه هذه المظاهر لاحت
- لا خصوص الشخوص والهيآت
- صرخ الناي فاستمع يا نديمي
- وتنصت لهذه النفخات
- وتأمل ما في سماعك منه
- وخذ الأمر من يد الأصوات
- صور تلك في السماع تجلت
- ثم ولت وما لها من ثبات
- واضطراب الجسوم بالوجد يحكي
- دوران الأفلاك بالحركات
- عارف الله عارف كل شيء
- وسواه من جملة الأموات
- كثر القول من ذي الجهل فينا
- فالصواب السكوت بالإخبات
- قولهم صادق عليهم لأن الحكم
- فرع عن التصور آت
- والذي نحن فيه هم في سواه
- أين نور الهدى من الظلمات
- لو يحوزون ذرة من صواب
- تركونا وهذه الآيات
- يا أخي العين لو ترى بك ما بي
- كنت مثلي تفوه بالشطحات
- أنا صب أهيم في كل شي
- حيث ألغيت جمل الكائنات
- وتجلت علي ذات خمار
- نورها لاح من جميع جهاتي
- وأنا حافظ قضية حكمي
- والحدود التي بهن نجاتي
- فلهذا أحب كل لذيذ
- وفؤادي يدوم في الشهوات
- وأنا مغرم بكل مليح
- في حياتي هنا وبعد مماتي
- وإذا لامني الجهول أنادي
- حسبك الجهل عن أتم صفاتي
المزيد...
العصور الأدبيه