الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- يدُ الدهرِ جارحة ٌ آسيَهْ
- ودُنْياكَ مُفْنِيَة ً فانيَهْ
- وربّكَ وارثُ أربابها
- ومحيي عظامهم الباليهْ
- رأيتُ الحِمامَ يبيدُ الأنام
- وَلَدْغَتُهُ ما لها راقيه
- وأرواحنا ثمراتٌ له
- يمدّ إليها يداً جانيهْ
- وكل امرىء ٍ قد رأى سمْعُهُ
- ذهاباً منَ الأمَمِ الماضيه
- وعارية ٌ في الفتى روحُهُ
- ولا بدّ من رَدّه العاريه
- سقى الله قبر أبي رحمة ً
- فسقياهُ رائحة ٌ غاديهْ
- وسيّرُ عن جسمه روحه
- إلى الرَّوْحِ والعيشة الرّاضيهْ
- فكم فيه من خُلُقٍ طاهرٍ
- ومن همّة ٍ في العُلى ساميَه
- ومن كَرَمٍ في العُلى أوّل
- وشمسُ النّهارِ لهُ ثانيَهْ
- ولوْ أنّ أخلاقهُ للزمانِ
- لكانتْ موارِدُهُ صافيه
- أتاني بدارِ النوى نعيُهُ
- فيا روعة َ السمع بالداهيه
- فحمّرَ ما ابيضّ من عبرتي
- وبيضَ لِمّتي الداجيهْ
- بدارِ اغترابٍ كأنَّ الحياة َ
- لذكر الغريب بها ناسيه
- فمثّلتُ في خلدي شَخْصَهُ
- وقَرّبْتُ تربته القاصيه
- ونحتُ كثكلى على ماجدٍ
- ولا مُسْعِدٌ لي سوى القافيه
- قديمُ تراثِ العلى سَيّدٌ
- على النجمِ خُطّتُهُ ساميه
- مضى بالرجاحة ِ من حلمهِ
- فما سيّرَ الهضبة َ الراسيهْ؟
- وما أنْسَ لا أنْسَ يوْم الفراق
- وأسرارُ أعيننا فاشيهْ
- ومرّتْ لتوديعنا ساعة ٌ
- بلؤلؤ أدمُعِنا حاليهْ
- ولي بالوقوف على جمرها
- وإنْضاجِهِ قَدَمٌ حافيه
- ورحتُ إلى غربة ٍ مُرّة ٍ
- وراحَ إلى غُرْبَة ٍ ساجيَه
- وقدْ أودعتني آراؤه
- نجوماً طوالعُها هاديه
- سمعتُ مقالَة شيخي النّصيحِ
- وأرْضيَ عَنْ أرضِهِ نائيه
- كأنّ بأذني لها صرخة ً
- أرادَ بها عُمَرٌ ساريه
- مضى سالكاً سُبلَ أبائه
- وأجدادهِ الغُررِ الماضيهْ
- كرامٌ تولوا بريب المنون
- وأبقوْا مفاخرهُمْ باقيَه
- مَضَى وهو منّي أخو حَسَرة ٍ
- تُمازجُ أنفاسهُ الرّاقيهْ
- تجودُ بدفع الأسى والرّدى
- على خدّه عينهُ الباكيهْ
- وإني لذو حزنٍ بعده
- شؤونُ الدمعِ لهُ داميَه
- بكيتُ أبي حقبة ً والأسى
- عليّ شَواهدُهُ باديه
- وما خمدتْ لوعة ٌ تلتظي
- ولا جمدتْ عبرة ٌ جاريهْ
- ونفسي وإن مُدّ في عُمرِها
- لما لقيتْ نفسُهُ لاقيه
المزيد...
العصور الأدبيه