الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- هُبوا فقد رحلَ الدّجى ظُلمه
- وأقبَلَ الصّبْحُ رافعاً عَلَمَهْ
- كزاحِفٍ أقبلتْ كتائبُهُ
- هازمة ً في اتّباع منهزِمه
- كأنّ في كفّه حسامَ سناً
- ما مسّ من خندس به حَسَمَه
- كأنَّما للمُنَى بها شَفَة ٌ
- فهو من الغرب داخلٌ أجمه
- ونفخة ُ الزّهر شمُّها عبقٌ
- وريقة ُ الماء بالصبا شَبِمَه
- ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلُها
- مرجعٌ في غصينه نغمه
- كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ
- عن غُرّة ِ الصبح راحة ٌ غُمَمَه
- كأنّما الشمسُ جمرة ٌ جَعَلَتْ
- تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه
- خذوا من الكرمِ شربة ً وصفتْ
- للشربِ ريّا، نسميها كتمهْ
- كأنَّما الدّهرُ في تصرفهِ
- تريكَ ياقوتة ً منعَّمَة ً
- عن لؤلؤٍ في الزجاج مبتسمه
- فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثِمَهْ
- فالعيش في شربها معَتَّقة ً
- بسكرها في العقول محتكمهْ
- على غناءٍ بعودِ غانية ٍ
- يُجْرِي عليها بنانُها عَنَمَهْ
- لسانُ مضرابها، ترى يدها
- له فماً، ليتني لثمتُ فمهْ
- وشادنٍ في جفونه سَقَمٌ
- كأنَّني عنه حاملٌ ألَمهْ
- ودّعنا في سلامهِ عَجِلاً
- ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمَهْ
- كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ
- كواضعٍ فوق جمرة ٍ قدمهْ
- كأنَّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ
- في فلقِ الصبحِ أدغمَ العتمهْ
المزيد...
العصور الأدبيه