الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد
- من لوعة ٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ
- أم أنتِ في الفَتَكَاتِ لا تخشينَ في
- قتلِ العبادِ عقوبة َ المعبود
- إن كان لا تنبو سيوفكِ عن حشا
- صبٍّ فليس حدادها بحديد
- قلْ كيف تعطفُ بالوصال لعاشق
- من لا تجودُ له بِعَطْفَة ِ جيد
- لو بتّ مغتبقاً مدامة َ ريقها
- لخشيتُ صارمَ جفنها العربيد
- إن شئتَ أن تطوي على ظمأٍ فَرِدْ
- ماءَ المحاسن فوْقَ وَجنَة ِ رُود
- غيداءُ يُسْقِمُ بالملاحة ِ دَلُّهَا
- جسمَ العميد، كذاك دلّ الغيد
- كَتَبَتْ لها وصلاً إشارة ُ ناظري
- فمحاهُ ناظرُ طرفها بصدود
- ولقد يَهيجُ لِيَ البكاءَ صبابة ً
- شادٍ مطوَّقُ آلة ِ التّغرِيد
- باتت سواري الطلّ تضرب ريشهُ
- بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريد
- غنى على عودٍ يميس به كما
- غنى التقابل معبدٌ في العود
- والليل قوّضَ رافعاً من شبهه
- بيضَ القباب على نجائب سود
- والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ
- ما كانَ في الآفاقِ ذا تبديد
- زَهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فكأنَّها
- سرجُ المشاكي عولجت بخمود
- كأزاهر النوار تقطفها مهاً
- من كلّ مخضرِّ البقاع مَجُود
- كأسِنَّة ٍ طعَنَتْ بها فرسانُها
- ثم امتسكن عن القنا بكبود
- كعيون عُشَّاقٍ أباحَ لها الكرى
- مَنْ كان عَذَّبَهُنّ بالتسهِيد
- والصبحُ يبرقُ كرّة ً في كرّة ٍ
- مثلَ استلالِ الصارِمِ المغمود
- وتفرّقت تلك الغياهبُ عن سنا
- فلقٍ يُفلّقُ هامها بعمود
- إني خبرتُ الدهر خُبْرَ مُجَرِّبٍ
- وكلمتُ غاربهُ بحملِ قتود
- فالحظّ فيه طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ
- بالجهل، من نور العلوم بليد
- والحمدُ في الأقوام غير مُسلَّمٍ
- إلاّ لأحمدَ ذي العلى والجود
- من لا يجود على العفاة ِ بطارفٍ
- حتى يجودَ عليهم بتليد
- خرقَ العوائد منه خِرقٌ، سيبهُ
- ثرُّ الغمائم مورقُ الجلمود
- يأوي إلى شرفٍ تقادمَ بيته
- أزمانَ عادٍ في العلى وثمود
- مترددٌ في ساميات مراتبٍ
- والبدرُ في الأبراج ذو تغريد
- كالشمسِ يَبْعُدُ في السماء محلَّها
- وشعاعها في الأرض غيرُ بعيد
- يلقى وجوهَ المعتفين بغُرّة ٍ
- بسَّامة ٍ ويدٍ تَسُح بجود
- ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذَمّة ٍ
- وعطاؤه بالمطل غيرُ شريد
- في ربعه روضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ
- أبداً مُصاقِبُ منهلٍ مورود
- وكأنَّما لِلّيْلِ فيه مدارجٌ
- عند التقاء وفودِهِ بوفود
- سبقَ الكرامَ وأقبلوا في إثره
- كسنان مُطّردِ الكعوب مديد
- متصرّفُ الكفّيْنِ في شُغُلِ العُلى
- لم يخلُ من بذلٍ ومن تشييد
- والمجدُ لا تُعْلِي يَداك بنَاءَهُ
- إلاَّ بمالٍ بالندى مهدود
- يا ابن السيادة والرياسة والعلى
- وعظيم آباءٍ، عظيم جدودِ
- خُذْهَا كمنتظم الجمانِ غرائباً
- تُروي قصيدتها بكلّ قصيد
- نِيطَتْ عليك عقودهُما ولطالما
- نُظِمَتْ لأجيَادِ الملوك عقودي
المزيد...
العصور الأدبيه