الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
- لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ
- قضيتُ لظلَ الصبا بالزوال
- لمّا تحوّلَ عنِّي وفاءَ
- أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّا
- ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ
- أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ
- فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء
- وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب
- إذا لم أجِدْ لشبابي وفاءَ
- وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيمِ
- أطّتْ بليلاً وهبّت رُخاء
- سرت وحياها شقيق الحياة ِ
- على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ
- فمن صَوْتِ رَعْدٍ يسوق السحابَ
- كما يسمعُ الفحلُ شولاً رغاء
- وتُشْعلِ في جانبيها البروقُ
- بريقِ السيوف تُهزّ انتضاء
- فبتّ من الليل في ظلمة ٍ
- فيا غُرّة َ الصبح هاتي الضياءَ
- ويا ريحُ إمّا مريتِ الحيا
- وروّيْتِ منه الربوعَ الظماءَ
- فسوقِي إليّ جهامَ السحابِ
- لأملاهنّ من الدمع ماء
- ويسقي بكائي ربع الصبا
- فما زالَ في المحل يسقى البكاء
- ولا تُعطِشي طللاً بالحمى
- تداني على مُزْنَة ٍ أو تناءى
- وإن تَجْهَلِيه فَعِيدانُهُ
- لبستُ النّعِيم بها لا الشقاءَ
- يطيّب طيبُ ثراها الهواء
- ولي بينها مهجة ٌ صبّة ٌ
- تزودتُ في الجسم منها ذماءَ
- ديارٌ تمشّتْ إليها الخطوبُ
- كما تتمشى الذئابُ الضراء
- صحبتُ بها في الغياض الأسود
- وزرتُ بها في الكناس الظباء
- وراءك يا بحرُ لي جَنّة ٌ
- ليس النّعيم بها لا الشقاء
- إذا أنا حاولت منها صباحاً
- تعرضتَ من دونها لي مساء
- فلو أنّني كنتُ أعطي المنى
- إذا مَنَعَ البحرُ منها اللِّقَاءَ
- ركبتُ الهلالَ به زورقاً
- إلى أن أعانقَ فيها ذُكاء
المزيد...
العصور الأدبيه