الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- مرابعهم للوحش أضحتْ مراتعا
- فقف صابراً تُسعدْ على الحزن جازعا
- فمن مُبلغُ الغادين عنّا بأننا
- وقفنا واجرينا بهنّ المدامعا
- معالمُ أضحتْ من دُماها عواطلاً
- فقلْ في نفوسٍ قد هجرنَ المطامعا
- وفينا بمثياقِ العهود لربعها
- كأنَّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا
- فمن دمنة ٍ تحت القطوب كمينة ٍ
- بها وثلاثٌ راكدات سوافعا
- ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنما
- أمَرّ البلى محوا عليها الأصابِعا
- تأوهَ منه شيّقُ الركبِ نائحاً
- فَطَرّبَ فيه مُلغِطُ الطّيْرِ ساجعا
- وما زلتُ أجري الدمعَ من حُرق الأسى
- وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا
- وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرْضِهم
- كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعا
- كأنَّ حصاة َ القلب كانت زجاجة ً
- مقارعة ً من لاعجِ الشوقِ صادعا
- أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها
- فأبصرتُ منها الآهلات بلاقعا
- كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها
- وقد سُقِيَتْ سَمّاً من البين ناقعا
- أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً
- فمن لي بأن ألقى الصبا فيك راجعا
- أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به
- ومن كان أهلي بودّي مُرَاضِعا
- لقد دخلتْ بي منكِ في الحزنِ لوعة ٌ
- حُرِمْتُ بها من ذِمّة ِ الصبر راجعا
- أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي
- حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا
- ذويني أكنْ للعزم والليل والسرى
- وللحرب والبيداء والنجم سابعا
المزيد...
العصور الأدبيه