الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- ما للوشاة ِ عليها أذكتِ الحَدَقا
- أما علا النورُ من إسرائها الغسقا
- أما تضوّع من أردانِها أرجٌ
- كأنَّما مسكُ دارينٍ به فُتِقا
- أما تألق من سمطيْ تبسمها
- برقٌ إذا ما رآهُ ناظرٌ برقا
- هيفاءُ يَقْلَقُ في الخصر الوشاحُ لها
- كأنَّ قلبيَ منه عُلّم القلقا
- كأنَّما مالَ خُوطٌ في مُلاءتها
- بالشمس واهتزّ منها في كثيب نقا
- باتت على عُقبِ الشكوى تملّقني
- وكلّ دمية حسنٍ تُحسنُ الملقا
- واستوثقت من نقاب فوق وجنتها
- وإنَّما أشْفَقَتْ أنْ ألثُمَ الشَفقا
- يا هذه تدّعينَ الوجدَ عارية ً
- من الضنى فدعي الشكوى لمن عشقا
- وأجملي قتل نفس لا يُتاركها
- بَرْحُ الغرامِ وإلاَّ رَمّقي الرمقا
- ما أحْسَنَ العطف من تأنيس نافرة ٍ
- كأنَّما رُضْتَ منها شادِناً خَرِقا
- فبتّ أحمي بأنفاسي حصى دررٍ
- ببردها في التراقي تعرف الفلقا
- وأجتني مستطيباً ما حواهُ فمٌ
- من ماء ظَلْمٍ بَرُودٍ يُطفىء الحرقا
- وللوشاة ِ عيونٌ غير واقعة ٍ
- على ضجيعين من في الكرى اعتنقا
- من زار في سنة الأجفان في خَفَرٍ
- لم يخش غيرانَ مرهوبَ الشذا حَنِقا
- قنعتُ بالطيف لمّا صدّ صاحبهُ
- والطيبُ إن غابَ أبقى عندك العبقا
- لولا هلالٌ أعير الطرف زورقه
- في خوضه لجة الظلماء ما طرقا
- من أين لي في الهوى نومٌ فيطرقني
- خيالٌ مَنْ نومها يُغري بي الأرقا
- وإنَّما الفكرُ في الأجفان مثّلها
- فما كذبتُ على جفني ولا صدقا
- ألله أعطى لقومٍ في تعشّقهم
- سعادة ً، ولقومٍ آخرين شقا
- والله أحيا بيحيى كلّ مكرمة ٍ
- للمعتفين، وأجرى نائلاً غدقا
- مَلْكٌ تناول أسبابَ العلا بيدٍ
- قد أودعَ الله فيها رزق من خلقا
- سميذع تبسط الآمالَ همتُهُ
- ويقبضُ الحلمُ منه الغيظ والحنقا
- أعلى الملوكِ منارا في ذرى شَرَفٍ
- لا يرتقي كوكبٌ في الجوّ حيث رقا
- وأثبتُ الأُسُدِ في جوفِ العدى قدماً
- إذا جناحُ لواءٍ فوقه خَفَقا
- إن ضنّ بالجود مقبوضُ اليدين سخا
- وإن عتا ظالمٌ في ملكه رفقا
- كم من عدوين في دينٍ قد اختلفا
- حتى إذا أخذا في فضله اتّفقا
- وكم نديمين لولا لذّة ٌ لهما
- في ذكرِ سيرته الحسناءِ لافترقا
- كأنَّما النَّاس من أطواق أنعمه
- حمائم تتغنى مدحَهُ حزقا
- كأنّما يعتري أمواله ولهٌ
- فما لهما غير أصواتِ العُفَاة ِ رُقَى
- تجاوِدُ الكفَّ منه الكفُّ مغنية ً
- فقلما تبقيان العينَ والورقا
- من أوْهنَ الله كيدَ الناكثين به
- إذا قذفتَ بحقٍّ باطلاً زهقا
- من لا يصول الهدى حتى يطول به:
- لا يضرب السيف، لولا الضّاربُ، العنقا
- تكبو السوابقُ عن أدنى مداه فلو
- يسابقُ الريح في أفق العلا سبقا
- ذِمرٌ إذا عَلقَتْ بالحرب عزمتُهُ
- روَّى القواضب فيه والقنا علقا
- كأنَّما العَضْبُ في يُمْناهُ صَاعِقَة ٌ
- إذا علا رأسَ جبَّارٍ به صَعَقا
- يكادُ لولا تلظّي الروع ذابلُهُ
- في كفّه من نداه يكتسي ورقا
- كأنّما يُودعُ اليمنى له قلماً
- يخطّ خطّ المنايا كلما مشقا
- وما رأى ناظرٌ من قبله أسداً
- قد أكملَ الله فيه الخَلْقَ والخُلُقا
- ويومِ حربٍ ترى الأبطال مورِدة ً
- فيها حياضَ المنايا شُزُّباً عُتُقا
- تروقُ ذا الجهل زيناً ثم تَذْعَرُهُ
- خوفاً إذا شامَ من أنيابها روقا
- ترى السوابغَ عن أذمار مأزقها
- تُواقعُ الأرضَ من وقع الظبا فرقا
- إذا انتحتك مدمّاة لها حلقٌ
- خلتَ اليعاقيب فيها فتّحتْ حدقا
- شكّ القلوبَ بصدقِ الطعن لهذمُهُ
- وغادرَ الهامَ فيها سيفُهُ فِلقَا
- إليك يا ابن تميمٍ أُعملتْ قُلُصٌ
- تحت الرحائل تبري الوخد والعنقا
- كأنّ مثواك لليت العتيق أخٌ
- واليعملاتُ إليه تملأ الطّرُقا
- وكيف تُعْقلُ أيدي العيس عن ملكٍ
- بكفِّ نعماه معقولُ الندى انطلقا
- تُقَبّلُ السحبُ منه للسماحِ يدا
- لوْ ألقِيَ البحرُ في معروفها غَرِقا
المزيد...
العصور الأدبيه