الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- قُمْ هَاتِها من كف ذاتِ الوِشاحْ
- فقد نعى الليل بشير الصباح
- واحلل عُرى نومكَ عن مقلة ٍ
- تمقلُ أحداقاً مِراضاً صحاح
- خلِّ الكرى عنكَ وخذْ قهوة ً
- تُهدى إلى الروح نسيم ارتياح
- هذا صبوحٌ وصباحٌ فما
- عُذركَ في ترك صبوح الصباح
- باكر إلى اللذات واركب لها
- سوابقَ اللهو ذوات المراح
- من قبل أن تَرْشُفَ شمسُ الضحى
- ريقَ الغوادي من ثُغُورِ الأقاح
- أو يطويَ الظلُّ بساطاً إذا
- ما بَرِحَ الطلّ له عَنْ بَرَاح
- يا حبذا ما تبصر العين من
- أنجمِ راح فوقَ أفلاك راح
- في روضة ٍ غنّاءَ غَنَّتْ بها
- في قُضُبِ الأوْراقِ وُرْقٌ فِصَاح
- لا يعرفُ الناظر أغصانها
- إذا تثنت من قدود الملاح
- كأنَّ مفتوتَ عَبيرٍ بها
- مُطَيَّبٌ منه هُبُوبُ الرِّياح
- من كل مقصور على رنة ٍ
- لو دمعت عينٌ له قلت: ناح
- أو ساجعٍ تحسب ألحانه
- من مكل ندمان عليه اقتراح
- إنْ قيل بُدلتْ نغمة ٌ
- منه كأن الجدّ منها مُزاح
- يا صاحِ لا تصحُ فكم لذة ٍ
- في السكر لم يدرِ بها عيش صاح
- واركب زماناً لا جماحٌ له
- من قَبْلِ أنْ يحدثَ فيه الجماح
- قلتُ لحادينا وكأسُ السرى
- دائِرة ٌ من كَفّ عَزْمٍ صُرَاح
- والعيس في شرّة ِ إرقالها
- تلطم بالأيدي خدودَ البطاح
- لا تُطمعِ الأنضاء في راحة ٍ
- وإن وصلنا بغدوٍّ رواح
- من كلّ مثل الغَرْبِ مَمْلُوءَة ٍ
- أيناً فما تنشطُ عند امتياح
- فهي سخياتٌ وإن خلتها
- بما أنالَتْ من ذميلٍ شحاح
- تمتحُ بالأرَسانِ أرْمَاقَهَا
- إلى الرشيد الملك المستماح
- إنَّ عُبيدَ الله منه انتَضَت
- يمانيَ البأسِ يمينُ السّماح
- ملكٌ به تُختمُ أهلُ العلى
- إذا بَدا فبأبيهِ افتتاح
- وعمّ منهُ الذلُّ أهلَ الخنى
- وعمّ منهُ العزُّ أهلَ الصلاح
- مستَهدِفُ المعروفِ سمحٌ، لهُ
- عِرضٌ مصونٌ، وثناءٌ مباح
- يخفض في المُلكِ جناحَ العُلى
- لم يَرْفَعِ القَدْرَ كخفضِ الجَناح
- تمهر أرواح العدى بيضُهُ
- إذا أرادتْ من حروبٍ نكاح
- فكلما غنّتهُ في هامهم
- أبْقَتْ على إثْرِ الغناءِ النّياح
- كمْ ليلة ٍ أشرقَ في جُنحها
- بخضرم الجيش إلال الصباح
- تسري بها عقبانُ راياتِهِ
- مهتَدياتٍ بنُجومِ الرّماح
- حوائِماً تحسبُ في أُفْقِهِ
- مَجّرة َ الخَضْراءِ ماءً قراح
- كأنها والريح تهفو بها
- قلوبُ أعدائِكَ يومَ الكِفاح
- كمْ مأزقٍ أصدرتْ عن أسدهِ
- حُمراً خياشيم القنا والصفاح
- يفتح في سَوسان لباتهم
- بنفسج الزرق شقيق الجراح
- كأنّ أطرافَ الظُّبَى بَينَهمْ
- تفلقُ فوقَ الهامِ بيضَ الأداح
- أقبلتَهُمْ كلّ وجيهيَّة ٍ
- تضيق العُمرَ خطاها الفساح
- كأنما ترشح أبصارها
- بما اغتذته من ضرب اللقاح
- لولاك يا ابن العزّ من يَعْرُبٍ
- لم تلج الآمال باب النجاح
- ولا تَلْقَى الفوزَ إذ سوهموا
- بنو القوافي من مُعَلَّى القداح
- فانعم بعيدٍ قد أتى ناظماً
- كلُّ لسانٍ لك فيه امتداح
- فقد أرتنا في ابتذال اللهى
- كفُّكَ أفعالَ المدى في الأضاح
المزيد...
العصور الأدبيه