الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- طَرَقَتْ واللّيلُ مَمدودُ الجناحْ
- مرحباً بالشمس في غير صباحْ
- سلّم الإيماء عنها خجلاً
- أوَمَا كانَ لها النّطق مُباحْ
- غادة ٌ تحملُ في أجفانها
- سقماً فيه منيّاتُ الصحاح
- بتُّ منها مُستَعيِدا قُبَلاً
- كان منها على الدهر اقتراح
- إلثم ال دّرَّ حصى ً ينبع لي
- بزلالٍ ناقعاً فيه التياح
- وأُرْوِي غُلَلَ الشّوْقِ بما
- لم يَكُنْ في قُدْرَة ِ الماءِ القراح
- باعتناقٍ، ما اعتَنَقنَاُ خَنى ً،
- والتزامٍ، ما التزمناهُ سفاح
- ما على من صادَ في النَّوم لَهُ
- شركُ الحلم مهاة ً، من جناح
- همتُ بالغيدِ فلو كنت الصِّبا
- لم يكن منّي عنهنّ بَراح
- ورددتُ الشيبَ عنها معرضاً
- بكلامِ السّلمِ أو كلْم الكفاح
- عَلِّلِ النَّفسِ بريحان وراحْ
- وأطعْ ساقيها واعص اللّواح
- وأدرْ حمراء يسري لطفاً
- سُكْرُها مِنْ شَمّها في كلّ صَاح
- لا يغرّنك منها خَجَلٌ
- إنَّها تُبديهِ في خدٍّ وَقَاح
- واعْلُهَا بالماءِ تَعْلَمْ منهما
- أنّ بين الماء والنار اصطلاح
- وإذا الخمرُ حَماها صِرفها
- تَركَ المْزجُ حماها مُسْتبَاح
- خلّني أُفنِ شبابي مَرَحاً
- لا يُردّ المهر عن طبع المراح
- إنما ينعَمُ في الدنيا فتى ً
- يدفع الجِدّ إليها في المزاح
- فاسقني عن إذن سلطان الهوى
- ليس يشفي الروح إلا كأس راح
- وانتظر للحلم بعدي كرّة ً
- كم فسادٍ كانَ عُقباهُ صلاح
- فالقَضِيبُ اهتَزّ، والبَدرُ بدا،
- والكثيب ارتج، والعنبر فاحْ
- والثريا رجح الجو بها
- كابن ماءٍ ضمَ للوكر جناح
- وكأنَّ الغربَ منها ناشِقٌ
- باقة ً من ياسمين أن أقاح
- وكأنَّ الصبحَ ذا الأنوارَ من
- ظٌلَمِ الليل على الظلماء صاحْ
- فاشرب الراح ولا تخلِ يداً
- من يد اللهو غُدواً ورواحْ
- ثَقْلِ الرّاحة َ مِنْ كاساتِها
- برداحٍ من يدِ الخودِ الرداح
- في حديقٍ غَرَسَ الغَيْثُ بِهِ
- عبقَ الأرواح موشيَّ البطاح
- تعقل الطَّرف أزاهير به
- ثمّ تعطيه أزاهيرَ صراح
- أرضع الغيمُ لباناً بانه
- فتربّت فيه قاماتُ الملاح
- كلّ غصنٍ تعتري أعطافَهُ
- رعدة ُ النشوان من كأس اصطباح
- يكتسي صبغة َ وَرْسٍ كلما
- ودَّعت في طرف اليوم براح
- فكأن التربَ مسكٌ أذفرٌ
- وكأنَّ الطلَّ كافورُ رباح
- وكأنَّ الرّوْضَ رَشّتْ زَهْرَهُ
- بمياهِ الورد أفواه الريّاح
- أفلا تغنم عيشاً يقتضي
- سيرُهُ عنكَ غدُواًّ ورواح
- وإذا فارقَتَ ريعانَ الصِّبا
- فاللّيالِي بأمانيكَ شِحاح
المزيد...
العصور الأدبيه