الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- صُمْتَ لله صَوْمَ خِرْقٍ هُمامٍ
- مُفْطِرِ الكفّ بالعطايا الجسامِ
- أطلعَ الله للصيام هلالاً
- ولنا من علاكَ بدرَ تمامِ
- وشفاكَ الإلهُ من كلِ داءٍ
- صحّ منه الجلالُ بعد السقام
- كان يومَ السرور منك ركوبٌ
- أرحلَ الهمّ عن قلوب الأنامِ
- إذ شكا من شَكاتِكَ الناسُ والبا
- سُ وطعنُ القنا وضرب الحسام
- ثم ضجّوا لما رَأوكَ صحيحاً
- والعُلى منك ثَغْرُهُ ذو ابتسام
- مرضٌ منك قبّلَ الكفّ شوقاً
- ثمّ ولّى بخجلة ٍ واحتشام
- حجبَ الغيمُ منه في الأفق بدراً
- وانجلى عنه ضيائه بسلام
- واقتضى الشهرُ من معاليك صنعاً
- معْلياً منه همّة ً باهتمام:
- قَطْعُ ضوءِ النهار صوماً وبرّا
- ودجى الليل بالسُّرى والقيامِ
- وسجودٌ من نور وجهكَ طوعاً
- ما أطالَ السجودَ وجهُ الظلام
- وخشوعٌ يعلوه منك وقارٌ
- مُعْرِبٌ عن رَجَاحة ٍ من شَمام
- طابَ بينَ الملوك ذكرُكَ كالمسْـ
- ـكِ إذ فُضّ عنه طيبُ الختام
- فهو ما بينهمْ به سَمَرُ الليْـ
- ـل وشَدْوٌ على كؤوس المدام
- فلك الله من كريم السجايا
- معرِقِ المجدِ في الملوكِ الكرام
- ذِمرُ حربٍ، له اقتحامُ هزبرٍ،
- وجوادٌ، له يمينُ غَمَام
- بائنٌ الخطتين، نخشى ونرجو
- رَيْثَ غَفْرٍ له، وبطشَ انتقام
- قام الله ذو انتصارٍ لدينٍ
- رامت الروم منه كلّ مرام
- ورمى ثغرة َ العدوّ بسهمٍ
- وثنى سَهْمَهُ عن الإسلام
- باعتزامٍ ككوكبِ الجوّ يرْمي
- منهمُ كلَّ مارِدٍ بضرام
- وَبِحَرْبِية ٍ لها نِفْطُ حَرْبٍ
- يحرقُ الماءَ تارة ً باضطرامِ
- ترتمي في مُلوَنَّاتِ لُبُودٍ
- كرياضٍ نَوّرْنَ فوق إكام
- فهي تجلو عرائسَ الموت سودا
- هوّلَتْ في عباب أخضرَ طامِ
- يا لها من جحافلٍ زاحفاتٍ
- بضواري الأسود في الآجام
- وذبالٍ على القنا مُشعَلاتٍ
- مطفئات الأرواح في الأجسام
- وندى فاضَ من بنانِ كريمٍ
- غيرِ مُصغٍ في بذلهِ للملامِ
- ليس يُفني بيوتَ مال عليّ
- طولُ إنفاقها بكرّ الدوام
- كيف يُفني الشموس ما اقتبستهُ
- من سنا نورها عيونُ الأنام
- مَلكٌ قد علا مصامَ الثريّا
- ليس فوق الثرى لهُ من مُسام
- من ملوكٍ لهم سحائبُ أيدٍ
- بالندى والردى هوامٍ دوامِ
- إن دعاهُمْ مُثَوِّبُ المَوْتِ خاضوا
- في حشا الحرب بالخميس اللهام
- أو رماهمْ إقدامُهُمْ بكلومٍ
- قَطَرَتْ منهم على الأقدام
- وإذا جَرّدوا السيوفَ لِضَرْبٍ
- وَلَغَتْ في الدماء، لا من أُوام
- لَبِسَ البشرُ منهمُ قَسماتٍ
- مائعٌ فوقهنّ ماءُ القَسَام
- يا ابن يحيى الذي أبى عزُّهُ أنْ
- يقعدَ العزمُ عنده عَنْ قيامِ
- أنا أُثْني عليك جَهْدي وعند اللـ
- ـهِ يُثني عليك شَهْرُ الصيام
- لي إلى الغيثِ من نداك انتجاعٌ
- في خضمّ آذيُّة ُ في التطام
- تحسبُ الريحَ جنة ً تعتريه
- فهو كالقَرْمِ شِدْقُهُ ذو لغام
- في حشا رادة كأمَّ رئالٍ
- ما لها في نفارها من مُقام
- بنتُ بَرٍّ في البحر تركبُ منها
- كلكلاً يا لموجه من سنام
- ذاتُ وصلٍ تجرّها جرّ ذيلٍ
- وهي تقتادُنا كوحي زمام
- تتقي من جنوبها وقع سوط
- فهي كالسهم طارَ عن قوس رامِ
- وحديثُ السّماع عنك عريضٌ
- ضاقَ عن بعضه فسيحُ الكلام
- لو لمست الجهامَ بالكفّ أضحى
- عند ريّ العطاشِ غيرَ جهامِ
- أو منحتَ الكهام منك مضاءً
- فَلقَ الهامَ وهو غيرُ كهام
- أو جعلتَ الحِمامَ قِرْنَكَ في الحر
- بِ لجرّعتهُ مذاقَ الحِمامِ
- فابقَ في خُطّة ِ العُلى ما تغنى
- في غُصونِ الأراكِ وُرْقُ الحَمام
المزيد...
العصور الأدبيه