الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> شددتُ على صدر الزماعِ حزامي >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- شددتُ على صدر الزماعِ حزامي
- وَجَرَّدْتُ من عزْمي شقيقَ حُسامي
- وقمتُ نهوضَ العَوْدِ حُلّ عِقالُهُ
- فأقْعَدَنِي المقدورُ عند قيامي
- إذا صاحَ بي أمرٌ من الله صيحة ً
- رجعتُ ورائي، والحبيبُ أمامي
- وكيْفَ أرى لي قصْد وجهي إليكُمُ
- إذا كان في كفّ القضاءِ زمامي
- وما هي إلاَّ غربة ٌ مُسْتمرة ٌ
- أرى الشيخ فيها بعدَ سِنّ غلام
- كأنَّ قَذالي بالقتير مُعَوَّضُ
- قبيلة َ سامٍ من قبيلة حام
- وماشيّبَ الإنسان مثلُ تغربٍ
- يَمُرّ عليه اليومَ منه كَعَام
- وهل رحتُ إلاّ طالباً بالنوى عُلى ً
- كأني منها للنجومِ مُسامِ
- وإني لسهمٌ في نفاذي وليتني
- يهدّبُ بي دار الأحبة رامِ
- أبا الحسن اسمعْ عذرة ً قد بعثتها
- ـ فلا زلتَ في عزّ قرينَ دوام ـ
- إذا لم تُطقْ عن أرض قومٍ ترحّلاً
- فزرتك ما استوعبته بمقامِ
- وأعربتَ عن نفسٍ إليّ مشوقة ٍ
- كأنَّ كلاماً منك طيَ كلام
- أتاني كتابٌ منك نَمّقْتَ خطّهُ
- كما دبّجَ الروضَ انسجامٌ غمامِ
- تناولتُهُ من كفّ مُهْدٍ كأنَّما
- بردتُ بعذبِ الماء حرَّ أوامِ
- مَشَى في ضميري بالسرور كما مشَى
- صلاحٌ شفاءٍ في فساد سقام
- كأنّ كتابي باليمين أخذته
- وقيل ليَ: ادخلْ جنّة ً بسلام
- فلا تحسبوني قدْ تَسَلّيتُ عنكم
- بطيبِ سماعٍ أو بكأس مُدامِ
- ولاضحكتْ سي، وهل ضحكتْ وما
- وضعتُ على فَضّ الدموعِ ختامي
- متى كنتُ مختارا على الوَصْل فُرْقة ً
- تُطيلُ إلى وِرْدِ اللقاءِ هيامي
- ولا تحسبوني خائفاً قطعَ مهمة ٍ
- يدومُ، وأخفافُ المطيّ دوام
- تَنَفّسَ منه الحرُّ في حُرّ وجنتي
- تَنَفُّسَ قَيْنٍ في صقيل حسام
- ولا ساكناً في ليْلَة ٍ مُدْلَهِمَّة ٍ
- سَرَى رَكبُها فيها اصطلاءَ ظلام
- إذا ما رغا في الجوّ فحلُ سحابها
- حَكى الثلجُ من شدقيه جَعْدَ لغام
- ألمْ أركبِ النفسَ اشتياقاً إليكم
- غواربَ مخضّر الغواربِ طام
- ألم أكُ في الغرقى مشيراً براحتي
- فلم أنْجُ إلا من لِقَاءِ حِمامي
- ألم أفقد الشمسَ التي كان ضوءها
- يُجلي عن الأجفان كلّ ظلامِ
- طعمتُ بهذا كله في لقائكم
- لِتَغْرَمَ نَفْسٌ أُتْلِفَتْ بغرام
- بقيَة َ أحبابي الذين حَوَتْهُمُ
- مضاجعُ لم يُضْجَعْ بها لمنام
- أخذتُ ذمامي مِنْ زماني عليكم
- فما كان إلا غادراً بذمامي
- تفرّقتمُ في البين، في كلّ وُجهة ٍ
- نثير جُمانٍ، في انقطاع نظامِ
- فحزبٌ يكفّ الدهرُ عنه عزيمتي
- وحزبٌ تردّ الرومُ عنه مرامي
- سأُعْطِي بشيرا قال لي: قد تجمَّعوا
- ثوابَ صلاتي طائعاً وصيامي
- وأرقُبُ يَوْماً فيه بالوَصْلِ تَلتقي
- سجامُ دموعٍ بيننا بسِجام
- متى آتكم يُنْشَرْ لكمْ من ضريحه
- دفينُ اغترابٍ لا دفينُ رغامِ
المزيد...
العصور الأدبيه