الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> خطابٌ عن لقائكم يعوقُ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- خطابٌ عن لقائكم يعوقُ
- ومثلي لا يناطُ به العقوقُ
- أأقدر أنْ يُقَدَّرَ لي زمانٌ
- له خلقٌ بألفتنا خليقُ
- فيقبض بُعْدنَا ليلٌ عدوٌ
- ويبسط قربَنا يومٌ صديق
- لقد حنّتْ إلى مثواك نفسي
- كمرزِمة ٍ إلى وطنٍ تتوقُ
- تحمّلَ بالنوى عني التأسي
- وحمّلني الأسى ما لا أطيقُ
- وَحَمّرَ دمعيَ المبيصِّ حُزْنٌ
- يذوب بحرّه قلبي المشوقُ
- كأنَّ العينَ تُسقِطَ منه عيناً
- فلؤلؤه، إذا ذرفت، عقيق
- وهبني قد قدحتُ زنادَ عزمٍ
- تضرّمَ في الأناة ِ له حريقُ
- أليسَ الله ينفذ منه حكما
- فيعقلني به، وأنا الطّليق؟
- فرغتُ من الشباب فلستُ أرنو
- إلى لهوٍ، فيشغلني الرّحيقُ
- ولا أنا في صقلّية ٍ غلاماً
- فتلزمني لكلّ هوى حقوق
- لياليَ تُعْمِلُ الأفراحُ كأسي
- فما لي غير ريقِ الكأسِ ريقُ
- تجنّبتُ الغواية عن رشادٍ
- كما يَتَجَنَّبُ الكَذِبَ الصّدوق
- وإن كانت صبابات التصابي
- تلوحُ لها على كلمي بروقُ
- كتبتُ إليك في ستين عاماً
- فساحاً في خطايَ بهنّ ضيق
- ومن يرحلْ إلى السبعين عاماً
- فمعتَرك المنون له طريق
- أبا الحسن انتشقْ من سلاماً
- كأن نسيمه مسكٌ فتيقُ
- وقلّ لدي عليلٍ عند كربٍ
- تناولُ راحة ٍ فيها يفيق
- أرى القدرَ المُتاحَ إذا رآني
- جريتُ جَرَى فكان هو السّبوق
- فلا تيأس فللرحمن لُطفٌ
- يُحَلّ بِيُسْرِهِ العَقْدُ الوثيق
المزيد...
العصور الأدبيه