الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- جلا محياكَ عن أبصارنا الرَّمدا
- وقرّبَ الله من مرآكَ ما بَعُدا
- وجاءَ يحملُ منكَ الطِّرْفُ أربَعَة ً:
- البدرَ والطودَ والدّأماءَ والأسَدا
- تكادُ تبذُلُ عَينُ المرءِ أسْوَدَها
- في نظرة ٍ منك تنفي الهم والكمدا
- كلٌّ مسرٌّ بوجه في أسرَّته
- نورٌ إذا ما رماهُ أكبرٌ سجدا
- ظباكَ بالرد عن دين الهُدى انفردت
- وأنتَ ما زلتَ بالإنعامِ منفردا
- ليثٌ تخالُ سيوفاً في براثنه
- وتحسبُ الزعف منه الشعر واللبدا
- كأن أجفانه في الحرب قد وردت
- مع الدماء من الهندي ما وردا
- لشدّة ِ البأسِ في يمناه، ضربته
- إن أُسكِرَ السيفُ منها بالنجيع شدا
- وللرديني يَوْمَ الطّعنِ عالية ٌ
- تلوكُ بين حشا الضرغامة ِ الكبدا
- فالدينُ معتمدٌ منه على ملك
- يمسي ويضحي على الرّحمن معتمدا
- كأن شهبَ رجومٍ في أسنته
- يُردي بها من طغاة ِ الكفر من وردا
- وكلَّما عَقد الرّاياتِ معتزماً
- حَلجتْ أياديه من آرائه عُقَدا
- شهمٌ صبورٌ إذا ما القرمُ زاحمه
- مزاحماً في كفاحٍ ظنّهُ أُحُدا
- وقُرحٍ بكماة ِ الرّوع مُقْدَمة ٍ
- كأنهنّ سعالٍ تحملُ الأُسدا
- إذا تبينُ سماءٌ عن عجاجتها
- كانت لهم سهرياتُ القنا عمدا
- من كل ذِمْرٍ من الفولاذ غاصَ به
- يُجمدُ القرُّ منهُ فوقه زبدا
- يَسْطو بعضبٍ إذا ما هَزّ مَضْرِبَهُ
- يومَ الضّرابِ لعيني ساهِدٍ رَقَدا
- لا يشرب الروحَ من جثمان ذي زردٍ
- حتى يرى الحدّ منه يأكلُ الزّردا
- أسلتَ سيلَ نجيع من عداكَ بهم
- في الأرض منهم فغادرت الثرى عَمِدا
- يا مَنْ عليه مَدارُ المكرماتِ ومَنْ
- بِعَدْلِهِ كلّ مضطرّ له سُنِدا
- طارتْ إليكَ بنو الآمالِ وانتشقت
- من ذكركَ الندَّ واستشفين منك يدا
- فما انحرفت براجٍ عن بلوغ منى ً
- ولا تركتَ لصادٍ بالعطاء صدا
- لا نأي لي بتنائي السير عن بلدي
- فقد رضيتُ بحمصٍ بعدهُ بلدا
- بُدلتُ من معشري الأدنين معشرها
- لا فرّقَ الله فيما بيننا أبدا
- وكم حوى التُّرْبُ دوني من ذوي رحمي
- وما مقَلْتُ لِبُعْدِي منهمْ أحدا
- ولم يسرني من مثواك موتُ أبي
- وقد يقلقل مَوْتُ الوالدِ الوَلَدا
- وما سددت سبيلي عن لقائهمُ
- لكنْ جعلت صفادي عنهم الصفدا
- وحسنَ برٍّ إذا فاضتْ حلاوتُهُ
- على فؤاديَ من حرّ الأسى بردا
المزيد...
العصور الأدبيه