الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- تَنَهّدَ لما عن سِرْبُ النواهدِ
- على بعدِ عهدٍ بالصبا والمعاهد
- وعطفُ قلوبٍ من دُماها بمنطقٍ
- كفيلٌ بتأنيسِ الظباءِ الشوارد
- ذكرتُ الصبا والحانيات على الصبا
- وهنّ لأجساد الصبا كالمجاسد
- فبرّح بي شوقٌ إليها معاوِدٌ
- وناهيك من تبريحِ شوقٍ معاود
- على حينِ لم أركبْ عتاقَ صبابتِي
- ولا ذُعِرْتُ في سِربْهنّ طرائدي
- متى تصدرُ الأحلامُ من غير فتنة
- ومن غرضِ الأحداق بيض الخرائد
- لقد رادني روضاً من الحسن ناظري
- فلي محلُ جسمٍ جرهُ خِصبُ رائدي
- وأصبحتُ من مسك الذوائب ذائباً
- أما يقتلُ الآساد سمُّ الأساود
- وإني لذو قلب أبيٍّ حملته
- ليحمل عني مثقلات الشدائد
- فلا غرو إن لانت لظبيٍ عريكتي
- أنا صائدُ الضرغام والظبي صائدي
- أيا هذه استبقي على الجسم، إنَّني
- كثيرٌ سقامي حيث قلَّت عوائدي
- مُسَاءٌ ببينٍ فرَّقتنا صروفه
- عباديد إلاَّ في علوَّ المقاصد
- ظلمنا المطايا ظلم أيامنا لنا
- لكلّ على الساري به صدر حاقد
- تكلفنا الهمَّات نيل مرادها
- ومن للمطايا باتصال الفراقد
- مقاودها تفني قواها كأنها
- مكاحل يفنى كحلها بالمراود
- وليلة أعطينا الحشاشات فضلة
- من النوم صرعى بين غُبر الفدافد
- وقد وردت ماءَ الصباح بأعينٍ
- نوائم في رأي العيون، سواهد
- فقلت لأصحابي ارفعوا من صدورها
- فقد رفع الإصباح راية َ عاقد
- إذا نظمت شمل المنى بمحمدٍ
- نثرنا على علياه درّ المحامد
- وأضحت لديه معتقاتٍ ومتعت
- بخضر المراعي بين زرق الموارد
- همامٌ يهز الملكُ عطفيه كلما
- علا الناس منه كعبُ أروعَ ماجد
- وأكبرُ يأوي من ذؤابة ِ يعربٍ
- إلى ذروة البيت الرّفيع القواعد
- تلاقى الملوك الغرّ حول سريره
- فمن راكع مضغيْ الجفون وساجدِ
- يكفُّون أبصاراً عن سميدع
- تديمُ إليه الشمس نظرة حاسد
- إذا اقتادَ جيشاً ساطعَ النقع أنذرتْ
- طلائعُهُ جيشَ العدو المكابد
- ومن يكُ بالنصرِ العزيزِ مؤيَّدا
- مِنَ الله لا ينصبْ حبالَ المكايد
المزيد...
العصور الأدبيه