الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- بكى فقدكَ العزُّ المؤيد والمجد
- وناحتْ عليك الحَرْفُ والضمّر الجرد
- وقد ندبتكَ البيضُ والسمرُ في الوغى
- وعدّدكَ التأييد والحسبُ العدّ
- وما فقدت إلاّ عظيماً وفقدُهُ
- به بين أحشاءِ العلى يُوجَدُ الوجد
- وكنتَ أمينَ المَلْكِ حقاً وسيفَهُ
- ومن حَسَناتِ البرّ كان لك الغمد
- وأنتَ ابن حمدون الذي كان حمده
- يُعبّرُ عن ناديه في عرفه الندُّ
- همامٌ إليه كان تقريبُ غربتي
- ببزلٍ خفيفٍ بين أخفافِها الوخْدُ
- بأرضٍ فلاة ٍ تُنكرُ الأسدُ وحشها
- ويرتدّ في اللّحظِ العيونُ بها الرمد
- وناجية ٍ تنجو بهمّ همومهم
- تولّى بها جسمها اللحم والجلد
- قتلت الأماني من عليٍّ ولم أزَلْ
- مفدى لديه، حيث يعذبُ لي الورد
- بكيتُ عليه والدموع سواكبٌ
- تخددَ من طولِ البكاء بها الخد
- وذاك قليلٌ قَدْرُهُ في مُعَظَّمٍ
- له حَسَبٌ ما إن يُعَدّ له عَدّ
- فلو صحّ في الدنيا الخلودُ لماجِدٍ
- لأبقيَ فيها ثمّ صحّ له الخلد
- ومختلف الطعمين من طبعِ عادلٍ
- فطعمٌ له سمٌّ وطعمٌ له شهد
- وقد كانَ في عليائه مترفّعاً
- يلينُ به الدهر الذي كان يشتد
- وكان أبياً ذا أيادٍ غمامنها
- ندى ماجدٍ في قبره قبرَ المجد
- وحلّ الردى من كفّه عقدَ راية ٍ
- ومن كفّ ميمونٍ لها جُددَ العقد
- وما هو إلاّ حازمٌ ذو كفاية
- يناقض هزلَ الروعِ من بأسه الجدّ
- تقدّمَ من صنهاجة ٍ كلَّ مُقدمٍ
- فريستهُ من قِرنهِ أسدٌ ورد
- بأيديهم نورُ البنفسج في ظباً
- ينوّرُ من نارٍ، لها حطبَ الهند
- وقد لبسوا من نسجِ داود أعيناً
- مُداخَلَة ً خُوصاً هي الحَلَقُ السرْد
- يسدّونَ خَلاّتِ الحروبِ إذا طَمَتْ
- بشوكِ الردى حتى كأنهم السد
- ويقتادهم منهُ شهامة ُ قائدٍ
- به جملة الجيش العرمرم تعتد
- جوادٌ عميم الجود، بيتُ عطائه
- لقاصده بالنيل طَيَّبَه القصد
- له همّة ٌ في أفقها فرقدية
- كواكبُها زُهْرٌ أحاطَ بها السّعد
- وأثبتَ للعلياءِ منهم قواعدا
- لأعدائِهِ منها قواعدُ تَنْهَد
- أرى يمنَ ميمون تعاظم في العلى
- بنيلِ معالٍ لا يحدّ لها حدُّ
- وهمة ُ يحيى شرّفتهُ بخلّة ٍ
- بها يُسْعَفُ المولى ويبتهجُ العبد
- كأن نضاراً ذائباً عمّ جسمها
- وإنْ رامَ حُسناً في العيون له حمد
- وما مطرفٌ إلاّ أبي بحرمة ٍ
- عُبَابُ خضمّ حُلّ عن حسره المد
- إذا أعملَ الآراءَ عنّ لهُ الهدى
- سدادٌ هو الفتحُ الذي ما له سد
- يروح ويغدو في المنى ، وحسودهُ
- بعيدُ رشادٍ، لا يروحُ ولا يغدو
- ومن حيثُ ما ساورتهُ خفتَ بأسهُ
- وللنَّارِ من حيث انثنيتَ لها وقد
- وإن جادَ كانَ الجودُ منه مهنأً
- كغيثِ همى ، ما فيهِ برقٌ ولا رعدُ
- ولله في الإجلال ذكرُ محمدٍ
- بكلّ لسانٍ في الثناءِ له حمد
- هم السّادَة ُ الأمجادُ والقادَة ُ الألى
- تُعَدّ المعالي منهمُ كلما عُدّوا
- ويأمرهم بالصبرِ والحزمِ خاذلٌ
- لهم صبر ..... ووجدانه فقدُ
- وأيّ اصطبارٍ فيه للنفسِ رحمة ٌ
- عن القائد الأعلى الذي ضمّهُ اللحدُ
المزيد...
العصور الأدبيه