الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أيا خلجَ المدامع لا تغيضي >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أيا خلجَ المدامع لا تغيضي
- وذوبي غيرَ جامدة ٍ وفيضي
- فقد قُلبَ التأسي بالرزايا
- أسى ً ملأ التراقي بالجريض
- أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ
- فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريض
- فدع أشرَ الجموح وكنْ ذليلاً
- لعزِّ الله كالعودِ المروضِ
- فلستَ مُنَعَّماً بيدَيْ حبيبٍ
- ولا بِمُعذَّبٍ بيدي بغيض
- وأشقى الناس في الأخرى ابن دنيا
- يقول لنفسه في الغيِّ خوضي
- أما شَرَحَتْ له عِبَرُ الليالي
- معانيَ بعدَ مُلتبسِ الغموض
- وناحتْ هذه الدّنْيا عليه
- فظنّ نياحها شدوَ القريض
- فلا يغترّ بالحدثانِ غمرٌ
- لذيذُ النوم في طرفٍ غضيضِ
- فقد يُصْمي الرّدى في الوكر فرخاً
- فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريض
- وَيُبْلِي غَيْرَ مُسْتَبُقٍ حَيَاة ً
- لقشعمِ شاهقٍ ميتِ النهوضِ
- ويُلحِمهُ ابنهُ ما اختار نهساً
- بمنسرهِ المدمى من أنيضِ
- وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ
- ترحِّلُ سودَ لمتهِ ببيضِ
- يذوقُ المرءُ في محياهُ موتاً
- جُفوفَ الزّهْرِ في الروض الأريض
- وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى
- كما يخفينَ في تربِ الحضيض
- عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيْدا
- بها بين القشاعم والبَعوض
- رأيتُ الخلقَ مرضى لا يُداوى
- لهم كلبٌ من الزمن العضوضِ
- ولا آسٍ لهم إلاّ مريضٌ
- فهل يُجْدِي المريضُ على المريض
- يواصلُ فيهم فتكُ ابن آوى
- وهم في غفلة ِ البهمِ الربيضِ
- وما ينجو امرؤ من قبضتيه
- يُدِلّ يسبق مُنجَرِدٍ قبيض
- وقالوا الزكرميّ أُذيقَ كأساً
- يحولُ بها الجريضُ عن القريضِ
- فقدتمْ في المعلى كبرَ حظٍّ
- له بالفائزين نَدَى مُفِيض
- يطيرُ به جناحُ الطبع سبقاً
- من الإحسان في جوٍّ عريض
- ولو مُزجتْ حلاوتهُ بنفطٍ
- لَسَاغَ وَجَلّ عن خَصَرِ الفضيض
- لقد عَدِمَ المعمّى منه فكّاً
- ومات لموته عِلمُ العروضِ
- أبا حفصٍ تركت بكلّ حَزْنٍ
- عليكَ الفضلَ ذا قلبٍ مهيضِ
- يُروي الله ترباً نمتَ فيه
- فباكي المُزْنِ مُبْتَسِمُ الوميض
- فقد أبقيتَ ألسنة َ البرايا
- بفخركَ في حديثٍ مستفيضِ
المزيد...
العصور الأدبيه