الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- ألا كمْ تُسْمَعُ الزمن العتابا
- تخاطبه ولا يدري الخطابا
- أتطمع أن يرد عليك إلفاً
- ويُبقي ما حييت لك الشبابا
- لم تَرَ صرفه يُبْلِي جديداً
- ويتركُ کهلَ الدُّنْيا يَبابا
- وإن كان الثواءُ عليك داءُ
- فبرؤك في نوى ً تمطي الركابا
- وهمّك همّ مرتقبٍ أموراً
- تسيحُ على غرائبها اغترابا
- وإن أخا الحزامة من كراه
- كَحَسوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا
- فتى ً يستطعمُ البيضَ المواضي
- ويستسقي اللهاذم لا السحابا
- فصرِّفْ في العُلَى الأفعالُ حزْماً
- وعزماً إن نحوتَ بها الصوابا
- وكن في جانبِ التحريضِ نارا
- تزيدُ بنفحة ِ الرِّيحِ التهابا
- فلم يمهِ الحسام القين إلاّ
- ليصرفَ عند سلَّتهِ الرِّقابا
- ولاترغبْ بنفسك عن فلاة
- تخالُ سَرَابَ قَيْعَتها شَرَابا
- فكم ملكٍ ينالُ بخوضِ هلكٍ
- فلا يُبهِمْ عليك الخوْفُ بابا
- وقفتُ من التناقضِ مُستريبا
- وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا
- كأن الدهر محسنه مسيءٌ
- فما يجزي على عمل ثوابا
- ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ
- لكان بطبعِهِ أمْرا عُجابا
- يَجُرّ عليّ شُرْبُ الراحِ هَمّاً
- ويورثُ قلبيَ الشدُوُ اكتئابا
- وفي خُلُق الزّمان طباعُ خُلْفٍ
- تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا
- وقد بدلت بعد سراة قومي
- ذئاباً في الصحابة لا الصحابا
- وألفيتُ الجليس على خلافي
- فلسْتُ مجالِساً إلاَّ كِتابَا
- وما العنقاء أعوزُ من صديق
- إذا خبثُ الزمانُ عليك طابا
- وما ضاقَتْ عليَّ الأرضُ إلاَّ
- دَحَوْتُ مكانها خُلُقاً رحابا
- سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاَتٍ
- تجاوزنِي سباسِبَها انْتهابا
- تخالُ حديث أيديها سراعاً
- حثيث أنامل لقطت حسابا
- وتحسب خافق الهادي وجيفاً
- يظن زمام مخمطه حبابا
- وأسري تحتَ نَجمٍ من سناني
- إذا نجمٌ عن الأبصار غابا
- وإن المَيْتَ في سَفَرِ المعالِي
- كمن نال المُنى منها وآبا
- ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ
- يذلل قرعه النوبَ الصعابا
- يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً
- به من عارض المهَجات صابا
- كأن عليه نارَ القين تذكي
- فلولا ماءُ رونَقِهِ لذابا
- كأن شعاعَ عين الشمس فيه
- وإن كان الفِرِنْدُ به ضبَابا
- كأن الدهر شيبهُ قديماً
- فما زال النجيع له خضابا
- كأن ذبابهُ شادي صبوحٍ
- يحرّك، إن ضربتُ به رقابا
- وكنّا في مواطنِنِا كِراماً
- تعافُ الضيم أنفسنا وتابى
- ونطلع في مطالعنا نجوماً
- تعدّ لكلّ شيطان شهابا
- صبرنا للخطوب على صرُوفٍ
- ولم تَسْلمْ لنا إلا نفوسٌ
- وأحسابٌ نُكَرِّمها احتسابا
- ولم تخْلُ الكواكب من سقوطٍ
- ولكن لا يُبلّغها الترابا
المزيد...
العصور الأدبيه