الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أشكو إلى الله ما قاسيتُ من رَمَدٍ
- مواصلٍ كربَ آصالي بأسحاري
- كأنّ حَشْوَ جفوني عند سَوْرَتِه
- جيشٌ من النمل في جُنح الدجى ساري
- كأنَّه للقَذَى والدمعِ في وَحِلٍ
- فَخَلْعُهُ أرجلاً منه بإضرار
- كأنَّ أوجاعَ قَلبي من مطاعنة ٍ
- بالشوك ما بين أشفاري وأشفاري
- كأنَّما لُجَّة ٌ في العين زاخرة ٌ
- ترمي سواحل جفنيها بعّوار
- تُفجر الماءَ منها كلما وضعتْ
- لهجعَة ٍ منهما نارا على نار
- كم ليلة ٍ بتُّ صفراً من كراي بها
- ومن مخيلة ِ صبحٍ ذاتِ إسفارِ
- إذ باتَ جفني رضيعَ ابني يقاسمُهُ
- لبانَ أسحم يغدوه بمقدار
- في حلقة ٍ من ظلام لا ترى طَرفاً
- يبدو بها من سنا صُبحٍ لأبصار
- كأنَّما الشّرقُ دِهْقَانٌ يرى غبناً
- في دفعه منهما الكافورَ بالقار
- كأنَّما الشمسُ قد رُدّتْ إلى فلك
- على الخلائقِ ثبتٍ غير دَوّارِ
- كأنَّما الليلُ ذو جهلٍ فليس يَرَى
- في درهم البَدْر منها أخْذَ دينار
- يشكو لجفنيَ جفني مثلَ عِلّتِهِ
- كالضيم يقسمُ بين الجار والجار
- فالحمد لله مجري النورِ من غَسَقٍ
- وجاعلِ الليل في تلطيف أحجارِ
- كم أبعدَ الناسُ في أمرٍ ظنونَهُمُ
- فكان دائي قريبَ البُرءِ بالباري
المزيد...
العصور الأدبيه