الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا نسيمَ الصَبا وريحَ الجنوبِ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- يا نسيمَ الصَبا وريحَ الجنوبِ
- روّحا مُهجتي بنشر الحبيبِ
- إنَّ روحَ المحبوب رَوحٌ لقلبي
- ما لقلبي آسٍ سوى المحبوبِ
- وَعلى البعد منه إن تحملاه
- فعليَّ انفحا به من قريبِ
- لو سوى نشر يوسفٍ شمَّ يعـ
- ـقوبُ إذاً لم يَزل جوى يعقوبِ
- وعجيبٌ بميتّة ٍ ذاب قلبي
- ويرى طبَّه بنشر المذيبِ
- ليت يا عذبة َ اللمى من فؤادي
- فيه أطفأتِ بعضَ هذا اللهيبِ
- أو على السفح للوداع حبست الـ
- ـركبَ مقدار لفتة من مُريبِ
- منكِ لو نال ساعدي ضمَّة َ التو
- ديع أدركتُ غاية المطلوبِ
- وعلى المتن كان منكِ هلالاً
- حين شرّقتِ جانحاً للغروبِ
- ما لطيف الخَيال ضاعفَ شوقي
- حين وافى بوعده المكذوبِ
- فيه جاءت من بعد توهيمة الركـ
- ـب حذاراً من عاذل ورقيبِ
- قلتُ أنّى وفت فعاد نصيبي
- وصلُها والمطال كانَ نصيبي
- بينما في العناق قد لفّنا الشو
- قُ ضجيعين في رداء قشيبِ
- وإذا الوصل في انتباهي أراه
- سرق الإفكَ من سرابٍ كذوبِ
- أين منيّ ميّ وقد عوّذَتها
- غلمة ُ الحي بالقنا المذرُوبِ
- شمس خدرٍ حجابُها حين تبدو
- جُنحُ ليلٍ من فرعها الغربيبِ
- وهي عن بانة ٍ تميسُ دلالاً
- وهي ترنو عن طرف ظبي ربيبِ
- وسوى البدر في الأنارة لولا
- كُلفة ُ البدر مالها من ضَريبِ
- حسدتني حتّى عيوني عليها
- لو تذكّرتها لأضحت تشي بي
- أو سرت مُوهناً إليَّ لظنّت
- كلَّ نجمٍ في الأُفق عين رقيب
- بُوركت ليلة ٌ تخيّلت من أر
- دانها عُطّرت بنشر الطِيبِ
- قلتُ ذا الطيبُ من كثيب حماها
- حَملته لنا الصَبا في الهبوبِ
- قال لي الصحب من بشير أتانا
- من حِمى الكرخ لا الحِمى والكثيب
- مُخبراً عن محمدٍ كوكبِ المجد
- سرى الدّاءُ للحسود المريبِ
- أيّهذا البشير لي حبّذا أنت
- بشيراً ببرءِ داءِ الحبيبِ
- لو سواهُ روحٌ لجسمي لأَتحفـ
- ـتك فيه وقلّ من موهوب
- لي أهديتَ فرحة َ ما سرتِ قبلُ
- ولا بعدُ مثلها في القلوبِ
- غرس الدهرُ قبلها الذنبَ عندي
- فغدا مثمراً بعفوٍ قريب
- وغريبٌ من الزمان وما زال
- لديه اختراع كلِّ غريبِ
- أن أراني وما أراني سواه
- حسناتٍ يُجنى بغرس الذنوبِ
- عجباً كيف أَولد النحسُ سعداً
- شقَّ في نوره ظلامَ الخطوبِ
- فمحيا الدنيا غدا وهو طليقٌ
- ما بصافى بياضه من شحوبِ
- ضاحكٌ من غضارة البشر أُنساً
- وهو بالأمس موحشُ التقطيب
- أيها الواخدُ المفلّس في عز
- مٍ على الهول ليس بالمغلوبِ
- صِل على الأمن ناجياً لمحلٍ
- في ذرى الكرخ بالندى مهضوب
- مستجارٌ بالعزّ يحرس أَو با
- لحافِظَينِ الترغيبِ والترهيب
- وبه حيّ صفوة َ الشرف المحضِ
- ربيعَ العُفاة عند الجُدوبِ
- طيبُ الأصل فرعه في صريح الـ
- ـمجد يُنمى إلى نجيب نجيبِ
- وافرُ البشر والسماح إذ المحلُ
- بدا عامُه بوجهٍ قطوبِ
- جاد حتى مسَّ الوفود من الأخـ
- ـذ لُغوبٌ وما به من لغوبِ
- في زمانٍ لو الخصيب به ينـ
- ـشره الله لم يكن بالخصيبِ
- قل له يا محمدٌ صالحٌ أَنت
- لإِحراز كلِّ فضل غريبِ
- ليس تنفكّ أنت واليمن في ظلّ
- رواقٍ من العُلى مضروبِ
- ولك السعدُ حيث كنت قرينٌ
- لم يمل عنك نجمه لغروبِ
- كمل الأُنس حين صرت تهنّى
- بشفى أُنسك الأعز الحبيبِ
- وأَخوك الذي قِداحُ المعالي
- للمعلّى منها حوى والرقيبِ
- ماجد هُذّبت خلائقه في الـ
- ـمجد والفخرِ غاية َ التهذيبِ
- ذو بنانٍ ندٍ ووجهٍ جميل
- ولسانٍ طلقٍ وصدر رحيبِ
- فابقيا للعلاءِ ما بدت الشمـ
- ـسُ ومالت في أُفقها للغروبِ
- في سرورٍ صافٍ وطرف قريرٍ
- ونعيم باقٍ وعيشٍ رطيبِ
المزيد...
العصور الأدبيه