الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> يا رواق العُلى فقدت وقوراً >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- يا رواق العُلى فقدت وقوراً
- ألف الحلمَ واصطفاه سميرا
- فيك قد أسكت الردى منه فحلاً
- طالما قد ملا النديِّ هديرا
- وأرانا الفتورَ في جفن صلٍّ
- حين أرخى الجفونَ منه فتورا
- إنما أنت غابُ عزٍّ أصابت
- أسهمُ الحتف منك ليثاً هصورا
- قد تخلّى سرادقُ المجد ممّن
- تخذ العزَّ حاجباً وخفيرا
- قبروا منه في الصعيد أخا السيـ
- ـف لساناً عضباً وعزماً طريرا
- وغداً ينشرون منه مزاياً
- كلُّ نادٍ بها يضوع عبيرا
- يا لها عثرة جنتها الليالي
- عاد جدُّ الفيحاء فيها عثورا
- نكبة ٌ صغَّرت جميعَ الرزايا
- كان ذنب الزمان فيها كبيرا
- قلْ لفيحاء بابلٍ كابديها
- لوعة ً في القلوب تبقى دهورا
- وأطيلي العويلَ حزناً على من
- ردَّ باعَ الأيام عنكِ قصيرا
- كان فيه بك الهجيرُ أصيلاً
- فأعيدي له الأصيلَ هجيرا
- بزفيرٍ يُحمى به التربُ حتى
- تطأ التربُ من لظاه سعيرا
- يا دفيناً على ثراه المعالي
- تركت قلبها يكوس عقيرا
- وسدّوا خدَّك الكريم بلحدٍ
- عاد في طيبه ثراه عطيرا
- حقَّ لي فيك أن أعزَّي القصورا
- وأهنّي بك الثرى والقبورا
- هذه أظلمتْ لفقدك حزناً
- وغدت تلك فيك تشرق نورا
- قد عددناك في الجبال ولكن
- لم نخل بل سيرها أن تسيرا
- بك لم يرفعوا سريرَك إلا
- ولك الحورُ قد نصبن السريرا
- لم أخل قبل أن أراك دفيناً
- ان ملحودة توارى ثبيرا
- إن تفرغت للبلى فلعمري
- من أعاديك قد ملأت الصدورا
- أو طواك الردى فذكرك باقٍ
- ليس ينفكُّ طيباً منشورا
- لك لولا محمدٌ أيُّ ثلمٍ
- في العُلى سدُّه يكون عسيرا
- قطبُ مجدٍ كفاه إنَّ رحى الحمد
- على غير قطبها لن تدورا
- كم جلا للعيون طلعة وجدٍ
- طبعت في السما الهلالَ المنيرا
- أسر الحلمُ نفسه وسواه
- لهوى النفس لا يزال أسيرا
- ماجدٌ ينقل المكارمَ لكن
- وأرث لا كغيره مستعيرا
- فهو يروي مرشحاً لبنيه
- عن أبيه حديثها المأثورا
- ألمعيٌّ بغوره سبر الدهـ
- ـرَ وما كان غورُه مسبورا
- ولكم راض صعبة ً لو سواه
- راضها رأيه لزادت نفورا
- حلَّ داراً للمجد لم تلد العلياءُ
- فيها إلا الأبيَّ الغيورا
- لكِ يا دار ما وجدنا نظيراً
- زدتِ فضلاً على الديار كثيرا
- شادكِ الماجدُ الأغرُّ شبيبٌ
- للمعالي وفيك أسنى الحبورا
- وبك استودع النهى من بنيه
- أرحب الناس في الخطوب صدورا
- فاخرى الزهرَ كلَّها بوجوهٍ
- زهرت في العُلى فكانت بدورا
- واستطيلي على الأثير بقومٍ
- شرفاً صيَّروا ثراك الأثيرا
- معشرٌ كلُّهم عرانين مجدٍ
- ينشر الحيُّ منهم المقبورا
- فلهم من محمدٍ شمسُ فخرٍ
- كلما استحجبت تزيد سفورا
- يا قريع الزمان عزما وحزما
- وذكا المجد بهجة ً وسفورا
المزيد...
العصور الأدبيه