الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> هي دار غيبته فحي قبابها >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- هي دار غيبته فحي قبابها
- والثم بأجفان العيون ترابها
- بذلت لزائرها ولو كشف الغطا
- لرأيت أملاك السما حجابها
- ولو النجومُ الزهرُ تملِكُ أمرها
- لهوت تقبل دهرها أعتابها
- سعُدت بمنتظر القيام ومَن به
- عقدت عيون رجائه أهدابها
- وَسَمت على أمِّ السما بمواثلٍ
- وأبيكَ ماحوتِ السما أضرابها
- بضرايح حجبت أباه وجده
- وبغيبه ضربت عليه حجابها
- دارٌ مقدَّسة ٌ وخيرُ أئمَّة ٍ
- فَتح الإلهُ بهم إليه بابها
- لهُم على الكرسيّ قبّة سؤددٍ
- عَقدَ الإلهُ بعرشهِ أطنابها
- كانوا أظلَّة َ عرشهِ وبدينِه
- هبطوا لدائرة غدوا أفطابها
- صدعوا عن الرب الجليل بأمره
- فغدوا لكل فضيلة أربابها
- فهدوا بني الالباب لكن حيروا
- بظهورِ بعض كمالِهم ألبابها
- لا غروَ إن طابت أرومة مجدِها
- فنمت بأكرم مغرس أطيابها
- فالله صور آدما من طينة
- لهم تخيَّر محضَها ولُبابها
- وبراهمُ غُرراً من النُطفِ التي
- هي كلَّها غررٌ وَسل أحسابها
- تُخبرَك أنَّهمُ جروا في أظهرٍ
- طابت وطهَّر ذو العُلى أصلابها
- وتناسلوا فإذا استهلَّ لهم فتى
- نسجت مكارمه له جلبابها
- حتى أتى الدنا الذي سيهزها
- حتى يدك على السهول هضابها
- وسينتضي للحرب محتلب الطلى
- حتى يُسيلَ بشفرتيه شعابها
- ولسوف يُدرِكُ حيثُ ينهضُ طالباً
- ترة له جعل الله طلابها
- هو قائمٌ بالحقِّ كم من دعوة
- هزَّتهُ لولا ربُّه لأجابها
- سعُدت بمولِدِهِ المباركِ ليلة ٌ
- حَدرَ الصباحُ عن السرورِ نقابها
- وزهت به الدنيا صبيحة طرزت
- رجعت إلى عصرِ الشبيبة ِ غضَّة
- من بعد ماطوت السنين شبابها
- يا من يُحاولُ أن يقومَ مهنيّاً
- إنهض بلغت من الأمور صوابها
- وأشر إلى من لا تشير يدُ العُلى
- لِسواهُ إن هي عَدَّدت أربابها
- هو ذلك الحسن الزكيُّ المجتبى
- من ساد هاشم شيبها وشبابها
- جمع الأله به مزايا مجدها
- ولها أعادَ بعصرِه أحقابها
- نُشِرت بمن قد ضمَّ طيَّ ردائِه
- أطهارَها، أطيابها، أنجابها
- وله مآثر ليس تحصى لو غدت
- للحشرِ أملاكُ السما كتّابها
- ذك الذي طلب السماء بجده
- وبمجده حتى ارتقى أسبابها
- مالعلم منتحلا لديه وإنما
- وَرثَ النبوَّة َ وحيَها وكتابها
- يا من يريش سهامَ فكرتِه النهى
- فلأي شاكة أراد أصابها
- ولدتكَ أمُّ المكرماتِ مبرَّءاً
- مما يُشينُ من الكرامِ جنابها
- ورضعت من ثدي الأمامة علمها
- مُتجلبباً في حجرِها جلبابها
- وبنورِ عصمتِها فُطمت فلم ترث
- حتى بأمر الله نبت منابها
- وغداً تلون ثوابها وعقابها
- وإليكم جَعل الإلهُ إيابها
- وعليكم يوم للعاد حسابها
- يامن له انتهت الزعامة في العلى
- فغداً يروض من الأمور صعابها
- لو لامست يدك الصخورَ ولفجَّرت
- بالماء من صم الصخور صلابها
- ورعى ذِمام الأجنبين كما رعى
- لنبي أرومة مجده أنسابها
- رقت الأنام طبايعاً وصنايعاً
- بهما ملكت قلوبها ورقابها
- وجدتك أبسط في المكارم راحة
- بيضاء يستسقي السحاب سحابها
- ورأتك أنور في المعالي طلعة
- لله دارك إنّها قِبَلُ الثنا
- وبها المدايح أثبتت محرابها
- رضوانُ بِشرك فاتحٌ أبوابها
- فأقم كما اشتهت الشريعة ُ خالداً
- تطوي بنشرك للهدى أحقابها
المزيد...
العصور الأدبيه