الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- هل يطربنَّك يا زمانُ نعائي؟
- أم أنكَ استعذبت ماءَ بكائي؟
- في كل يومِ منك ألقى شدة ً
- ولأنت يوماً شدَّة ٍ ورخاء
- لازلت ملحمَ غارة الأرزاء
- أو حاشداً جيشاً من النكباء
- حتى أصبتَ صميمَ قلبي بغتة ً
- وطرقتني بفجيعة ٍ صماء
- لم تُبقِ لي جلداً، وكنتُ أخالني
- جِلداً بكل ملَّة ِ دهياء
- ومعنفٍ طرب المسامع ما رمى
- عينيه صرفُ الدهر بالأقذاء
- قد لامني ـ وحشاه بين ضلوعه ـ
- والأرضُ مطبقة على أحشائي
- أمعيبَ حزني لو ملكتُ تجلدي
- ما بتٌّ أمزجُ أدمعي ببكائي
- أبنيَّ لو خُلِع البقاءُ على امرىء
- لخلعتُ من شغفٍ عليك بقائي
- مُغفٍ قد امتلأت ردى ً بدل الكرى
- عيناك فاقدَ لذة الإغفاء
- داءٌ ترحَّل فيك عنّي معقبٌ
- في مهجتي للوجد أقتل داء
- لهفى عليكَ بكلُ حين أبتغي
- فيه لقاكَ ولاتَ حين لقاء
- ولئن حُجبتَ بحيث أنت من الثرى
- عن ناظريَّ فأنت في أحشائي
- قُربتْ بك الذكرى وفيك نأى الردى
- نفسي فداؤك من قريبٍ ناء
- لو متُّ من أسفي عليك فلم يكن
- عجباً، ولكن العجيب بقائي
- لازال قبرٌ ضمَّ جسمك تربُه
- متنسّماً بلطائم الأنداء
- ولئن أبت حيث استقلَّ بك الردى
- أن تستهلَّ حوافلُ الأنواء
- فحدت إليك على البعاد مدامعي
- غيثاً جنوبُ تنفّس الصعداء
المزيد...
العصور الأدبيه