الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
- مذ أحكمتْ بنياط قلبي عقدَه
- أنّى وفرضُ مودتي هي فيهمُ
- أجر الرسالة لستُ أنسى عهده
- بل لم تزلْ كبدي تروِّح وجدَها
- بنسيم ذكراه فتلقي برده
- ماذا أقول على البعاد محرراً
- من نعت شوقٍ فيه أشكو بعده
- وجميع أقلامي يكلُّ لسانها
- أنبأءُ فضلٍ هنَّ أوحى آيها
- لكنْ إذا سأل الحبيب فؤاده
- علمَ الذي عندي بما هو عنده
- هو ذاك غرة ُ جبهة الحسب الذي
- لفخاره السامي أعدَّ معدَّه
- من طينة الشرف التي من محضها
- بارى الأنام برى أباه وجدَّه
- من معدن الكرم الإلهيّ الذي
- لا خلقَ إلا وهو يشكو رفده
- من بيت مختلف الملائكة الذي
- للحق يهدي من تطلَّب رشده
- من منبع الحكم الذي يرد النهى
- منه ويصدر وهو يحمدُ ورده
- من عترة الوحى الذين سما بهم
- حسبٌ له التنزيلُ يرفع مجده
- ممن بعطف علاهُم متضوّعٌ
- أرجُ الإمامة مهدياً لك ندَّه
- ممن على اُولي الزمان نداهم
- غمروا به حرَّ الزمان وعبده
- في كل عصرٍ منهم ابنُ نبوَّة ٍ
- جمع الإلهُ به المحاسنَ وحده
- فردٌ يسدُّ مسدَّ أرباب النهى
- وجميعها ليستْ تسدُّ مسدَّه
- واليوم هذا أحمدٌ في فضله
- فاضربْ بذهنك أين تلقى ندَّه؟
- جاءت رسالته إليَّ فقلتُ ما
- كذب الفؤادُ بما رأى لي ودَّه
- ونظرتُ في معراج رحلته التي
- قد نال بالإسراء فيها قصده
- إذ سار مقتعداً براق عزيمة
- قد قرَّبت من كل أفقٍ بعده
- وأرتْه من آياته ما لا يَرى ابـ
- ـنُ مفازة ٍ لو كان أعملَ جهده
- فأتى يقصُّ محاسنَ القصص التي
- قد أبطلتْ هزل الكلام وجدَّه
- من غيب أسرار البلاغة عنده
- أبغي الخطابَ له بوصفٍ جامعٍ
- لهباتِه فيه أخاطب مجده
- وأعود عما ابتغى متحيراً
- ماذا أقول: ولست أملك وجده
- إذ عندي القاموس بعض هباته
- فمتى سوى القاموس يشملُ رفده
- وله لدى َّ صنيعة ٌ من معدن الـ
- ـجود الذي فرض المهيمنُ حمده
- بيضاء صافية الحديدة قد حكتْ
- بصفاء جوهرها لعيني ودَّه
- وكأَنَّ رونق ذلك الحسب الذي
- ينهى إليه بها أشاعَ فرنده
- مشحوذة ً كلسانه فكأنه
- فيها مكان الحدِّ رُكّب حده
- تروي حديث القطع عن ذي رونقٍ
- فيه النبيُّ أبوه أتحف جدَّه
- ما قطَّ رأس يراعة ٍ فيها فتى ً
- إلا تذكّر ذا الفقار وقدَّه
المزيد...
العصور الأدبيه