الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- لقد رحلت عن ودِّنا فيه جفوة ٌ
- وبعد الجفا فيه يُراجعُ بالودِ
- فنحن على ما كان من عهد حبّه
- أقمنا ولم نعزمْ رحيلاً عن العهد
- وكم ليلة ليلاء فيه سهرتها
- وقد ملَّ طرق النجم فيها من السهد
- يبيت خلياً قلبهُ من صبابة ِ
- ولم يدر من برح الصبابة ما عدي
- وكنّا إذا شطَّتْ بنا الدار أو دنتْ
- صفيين لم نكدرْ على القرب والبعد
- وإني لتصيبني على النأي والجفا
- إليه سجايا منه أحلى من اشهد
- خليليَّ عندي اليوم لو تعلمانه
- عجيبُ غرامِ فاسمعا منه ما أبدي
- ألم يزعموا أن القلوب لأهلها
- شواهدُ منهم بالقطيعة والوّد
- فما بالُ قلبي محكماً عقدة الهوى
- لمن حلَّ من حبل الهوى محكم العقد؟
- وهل أنا وحدي يا خليليَّ هكذا
- وجدت به أم هكذا كل ذي وجد؟
- وبالفرد من أعلام نجدٍ سقى الحيا
- عهودَ حمى ذيالك العلم الفرد
- منازل يستوقفن كلَّ أخي هوى ً
- ويحبسن أيدي الواخدات عن الوخد
- لنا طلعتْ في غربها الشمس آية
- فقلتَ لنا البشرى بها ظهر المهدي
- أتى الخلفُ ابن المجتبي الحسن الذي
- غدا قائماً بالحق يهدي إلى الرشد
- إمامُ هدى ً نور النبوة زاهرٌ
- بطلعة بدرٍ وهي كاملة السعد
- ومن عطفه نشرُ الإمامة فائحٌ
- له أرجٌ يغنيك عن أرج النّد
- به حفظ الباري شريعة جدّه
- وشيّد من أركانها كلَ منهّد
- فقام بمبيَّضٍ من الرشد هادياً
- إلى الحق في داجٍ من الغيّ مسود
- بقية ُ أهل العلم والحلم والحجى
- وأهل التقى والبرّ والنسك والزهد
- ولولا احترامي باقر العلم قلتُ ما
- له من ذوي العلم الأفاضل من ندّ
- فتى ً حببتْه في النفوس شمائلٌ
- شذاهنَّ أذكى من شذا الشيح والرند
- وطبعٌ كطبع الروض رقَّ هواؤه
- بأسرار ريّاه تذيع صَبا نجد
- وخلقٌ به لو يمزج الماءَ شاربٌ
- لما شكَ فيه أنه الكوثر الخلدى
- معيدٌ لما أبدأه في الجود لا كمن
- إذا جاء لا يغدو معيداً لما يبدي
المزيد...
العصور الأدبيه