الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- لا أرى للزمانِ يا صاح عذرا
- أفيدري لمن تأبَّط شرّا
- ولمن بغتة ً ألمَّ بخطبٍ
- ساء فيه الأنامُ عبداً وحرّا
- ردَّ فيه حزناً نواصي الليالي
- ووجوهُ الأنام شعثاً وغبرا
- وحشا المكرمات حرّى وعينُ الـ
- ـمجد عبري ومهجة الفضل حرِّي
- مَن عذيري من لائمٍ فيك لا أقـ
- فذوى بغتة ً وقد كان نضرا
- قد نعته العلياءُ وهو بقبرٍ
- مذ حواه لصبرها صار قبرا
- يا هلالاً رجوتُ يكمل بدراً
- محقته يدُ الردى فاستسِّرا
- مَن عذيري من لاثمٍ فيك لا أقـ
- ـبل عذلاً وليس يقبل عذرا؟
- لام حتى بلومه ضقتُ ذرعاً
- مل ما ضقتُ في مصابكَ صدرا
- قلت دعني ومقلة ً لي عبري
- ببكاها ومهجة لي حرّى
- لا تسمني قرارَ عيني فهذا
- ضؤوها في ثرى اللحود استقرَّا
- هو منّي شطرُ الحشا أوَأسلو
- بعدما من حشاي فأرقتُ شطرا؟
- عجباً صرتُ فيه أسمح للترب
- ومنه عليه أطرح وقرا
- بعد ظنّي على العيون جميعاً
- أن ترى ذلك المحيّا الأغرّا
- كان لي في حياته العيشُ حلواً
- وهي اليوم بعده قد أمرّا
- وبحسبي ما عشتُ داءً لنفسي
- أنا أبقى ويسكن اللحدُ قسرا
- كيف ما متُّ إنني لجليدٌ
- وبه أنشبت يدُ الموت ظفرا
- استجدُّ الثيابَ حياً لجسمي
- وهو يبلى في الترب ميتاً معرّى
- لم أخلني كذا أكون صبوراً
- وفؤادي بسهمه قد تفرّى
- رمتُ رفعَ الآلام عنه بجهدي
- شفقاً لا لأبلغ الناسَ عذرا
- وبذلت الطريفَ من جلِّ مالي
- مع بذل التليد منه ليبرا
- ورودِّي لو كان يبقى واملقتُ
- إذا كان ذا لعيني أقرَّا
- سوءة ٌ للزمان ما لي أراه
- ساء مَن أحسنوا لأبناه طرّا
- هم بنو المصطفى ومَن في البرايا
- كبني المصطفى سماحاً وبرّا
- فئة ُ المجد معشرُ الشرف المحض
- قبيل العليا وناهيك فخرا
- قد أرقَّ الحرصُ الأنامَ ولكن
- لم يكن غيرُهم على الأرض حرّا
- قد كساهم محمدٌ صالحَ الأفعال
- بُرداً من فخره طاب نشرا
- ورعٌ من رآه قال لعمري
- إن لله في معانيكَ سرّا
- ملكيُّ الصفات لكن تراه
- بشرى َّ الأعضاء قد جلَّ قدرا
- لك نفسٌ قدسيّة ٌ قد تمحضـ
- ـت بها للإله سرّا وجهرا
- هي تلك النفسُ التي بين جنبي
- ذي المعالي أخيك ليست بأخرى
- شرعاً قد سموتما للمعالي
- وإليها ركبتما النجمَ ظهرا
- تمَّ فيه ما كان ساء وسّرا
- فهو ملء الزمان نفعاً وضرّا
- ذو يسارٍ يزرى بيمنى سواه
- ويمينٍ كانت لراجيه يسرا
- هي أجرى من البحار نوالاً
- ومن الغاديات أغزرُ دَرّا
- تخصب الأرض في نداه إذا الجد
- بُ أديمُ الصعيد فيه اقشعرّا
- كيف لا تحسد النجومُ ثراه
- وبه قد سما على الشهب فخرا
- قد جرى سابقاً وصلّى أمينُ الـ
- ثم حلاّ معاً بأرفع مجدٍ
- طلعا في سماه شمساً وبدرا
- فغدا كلُّ نيِّرٍ بهما هادٍ
- لمن رام للمكارم مسرى
- يا بني المصطفى رسختم حلوماً
- فغدوتم على النوائب صبرا
- ذا الجزا أنتمُ حرِّيون فيه
- لكن الصبرُ أنتم فيه أحرى
- ومصاب الماضي يهون إذا ما
- كنتَ أنت الباقي وإن عزَّ قدرا
المزيد...
العصور الأدبيه