الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> كلَّ يومٍ يسومني الدهرُ ثكلا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- كلَّ يومٍ يسومني الدهرُ ثكلا
- ويريني الخطوبَ شكلاً فشكلا
- وبصبري يجدُّ خلف حبيبٍ
- منه طرفي لا القلب يخلو محلاّ
- أودع الأرض شخصه ثم أدعو
- أين ركبُ المنون فيك استقلاّ
- يا عذولى َ صبابتي علمّاني
- كيف تسلى الهموم لا كيف تسلى ؟!
- خلياني من مورد الصبر إنّي
- قد وردت الأشجان علاً ونهلا
- كم أخٍ شدَّ ساعدي بأخيه
- بعده قد صحبتُ باعاً أشلاّ
- وقريبٍ إليَّ أبعده الموتُ
- وكم أبعدت يدُ الموت خلاّ
- وعزيزٍ عليَّ أرخصَ دمعي
- وهو عندي من نور عينيّ أغلى
- أخوتي اخوة ُ الصفا درجتم
- فبمن لا بمن همومي تجلى
- مضَّنى فقدُكم ولا كفقيدٍ
- كبر الخطبُ فيه عندي وجلاّ
- إن تكن بعَّضت نواكم فؤادي
- فنواه مضتْ به اليوم كلاّ
- يا دفيناً بتربة ٍ تخذتها
- أعينُ الحور موضع الكحل كحلا
- ثكلُ أمِّ القريض فيك عظيمٌ
- ولام الصلاح أعظم ثكلا
- ما عركن الخطوب صبرَك إلا
- حسبت أنها جلت لك نصلا
- قد لعمري أفنيت عمرك نسكاً
- وشحنت الزمانَ فرضاً ونفلا
- وطويت الأيام صبراً عليها
- فتساوت عليك حزناً وسهلا
- طالما وجهك الكريمُ على الله
- به قوبل الحيا فاستهلاّ
- إن تعشْ عاطلاً فكم لك نظمٌ
- بات جيدُ الزمان فيه محلّى
- ولك السائراتُ شرقا وغربا
- جئن بعداً ففتن ما جاء قبلا
- كم قرعن الأسماعَ بيتاً فبيتا
- فأفضن العيون سجلاً فسجلا
- كنت أخلصتَ نية القول فيها
- فجزاك الحسين عنهن فعلا
- فهي الصالحات بعدك تبقى
- بلسان الزمان للحشر تتلى
- يا أمنت الروائعَ أنعمْ بدارٍ
- قد أعُدَّت للمتقين محلا
- أنت أهلٌ وقد علمت بأن ليـ
- ـس يُضيع الباري لمثلك أهلا
- ها هم قد تفيأوا ظل من كا
- ن على العالمين لله ظلاّ
- ذاك مهديُّ شرعة الحق والـ
- ـقائمُ فيها بالصدق قولاً وفعلا
- مَن إذا جاد واهبا جاد وبلاً
- وإذا قال ناطقاً قال فصلا
- أسدٌ رشَّح الإلهُ بنيه
- لعرين الآساد شبلاً فشبلا
- علماءُ الهدى دعائم دين اللّـ
- ـه حفّاظه وناهيك فضلا
- وسقى اللهُ صالحا غيث لطفٍ
- بشآبيب عفوه مستهّلا
المزيد...
العصور الأدبيه