الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- كذا يلج الموتُ غابَ الأسودُ
- وتُدفن رضوى ببطن اللحود
- كذا يُستباح حريمُ العُلى
- وتهوى بدور الهدى في الصعيد
- بنفسيَ من لم يرثه ذووه
- غير علاءٍ ومجدٍ مشيد
- وكُبَّت جفانُ القِرى بعده
- ونيرانها رُميت بالخمود
- حلفَ الندى وشقيق السماح
- ليومك هولٌ كيوم الورود
- سُقيت الحيا لست أنت الفقيد
- ولكنَّ صبريَ عينُ الفقيد
- فلا قلتُ بعدك للعيش طب
- ولا قلتُ بعدك للسحب جودي
- لقد دلَّ مجدُك هذا الطريفَ
- على مجد قومك ذاك التليد
- بني هاشمٍ هم عقودٌ وأنـ
- ـتَ واسطة ٌ بين تلك العقود
- ولو كان يُدفع ريبُ المنون
- عن المرء في عُدَّة ٍ أو عديد
- لقامت تقيك الردى فتية ٌ
- تُذمُّ إذا شُبّهت بالأُسود
- صِباحُ الوجوه وأسيافهم
- من الموت تُطبع لا من حديد
- وتغدو المنايا بأرماحهم
- شوارعَ ما بين حمرٍ وسود
- ولكنَّه لموتُ لا مانعٌ
- لمن رام من سادة ٍ أو عبيد
- عزاءً أبا صالحٍ لا فجعتَ
- من بعد هذا المصاب الكؤود
- فحلمُك أرسى من الراسيات
- وليس شبيهٌ له في الوجود
- وجاراك في الفخر أهلُ السباق
- ولكن سبقت لشأوٍ بعيد
- فأصبح شأنُهم في انحدارٍ
- وشأنك عنهم غدا في صعود
- وما مرَّ يومٌ جديدٌ عليك
- إلا ظهرت بفضلٍ جديد
- لئن ساءك الدهرُ في جعفرٍ
- فإنَّ الإساءة َ شأنُ العبيد
المزيد...
العصور الأدبيه