الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> فاخري أيّتها الدارُ النجوما >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- فاخري أيّتها الدارُ النجوما
- هنَّ في الضوء، وفي الجوِّ الغيوما
- ونعم أنتِ بآل المُصطفى
- معدنُ الفخر حديثاً وقديما
- لم تلد أمُّ المعالي منهم
- فيكِ إلاّ واضحَ الوجه كريما
- معشرٌ طابوا فروعاً في العُلى
- وزكوا في طينة المجد أُروما
- فُقدَ المعروف إلاّ عندهم
- وغدا الدهرُ ـ وحاشاهم ـ لئيما
- وكفاهم بأبي المهديّ فخراً
- حيثُ أضحى لهم اليومَ زعيما
- المحيّا عند بذل الجودِ وجهاً
- صاحياً، والمُرتجى كفًّا مُغيما
- تخجلُ المزنُ إذا ساجَلها
- بيدٍ أرطبَ منهنَّ أديما
- وتموتُ الشهبُ إن قابلها
- بمحيًّا يكشفُ الليلَ البهيما
- ليمَ في الجود، ولا جودَ لمن
- لم يكن بين الورى فيه ملوما
- وكريمُ الطبع مَن لم يتغيّر
- طبعه في عذل من أضحى لئيما
- ليس يثني الغيمَ عذلٌ فمتى
- ينثني من علَّم الجودَ الغيوما
- هممٌ لو عن مدى ً زاحمَها
- منكبُ الدهرِ لردَّته حطيما
- عادَ مرعى الفضل مخضرًّا به
- وهو لولا جودُه كان هشيما
- تُحمدُ الناسُ فان جاء به
- لم نجد أحمدَهم إلاّ ذميما
- ما بصلب الدهرِ يجري مثلُه
- إذ على ميلاده صارَ عقيما
- هو في أجفانه ثاني الكرى
- قرَّة العينين منه أن يدوما
- من أناسٍ ركبوا ظهرَ العُلى
- وجروا في حلبة الفخر قديما
- هم أقاموا عمدَ العليا وهمٍ
- شرعوا فيها الصراطَ المستقيما
- ذهبوا بيضَ المجالي طيبي
- عُقدِ الأَزرِ مصاعيباً قُروما
- وتبقّوا مِن بنيهم لعُلاهم
- زينة َ في نحرها عِقداً نظيما
- كأبي الهادي ذي الفضل ومَن
- في معاليه لهم كان قسيما
- ذلكَ الندب أخوه من برا
- ه ربُّه من عنصر المجدِ كريما
- ورضى العليا ومن غير الرضا
- من عظيمٍ يدفعُ الخطبَ العظيما
- ذكره بين الورى يهدي شذاً
- عطّرت نفحة ُ ريّاه النسيما
- وأخيه مصطفى الفخرِ الذي
- لم تزل طلعتهُ تجلو الهموما
- وكنجم الشرفِ الهادي إلى
- بيتِ جدواه لمن نصَّ الرسوما
- وأمينٍ ذي النهى َ من لم يزل
- سالكاً نهجاً من التقوى قويما
- كرماءٌ لا تُبارى كرماً
- حُلماءٌ تزنُ الشمَّ حُلوما
- كم دعتهم للقوافي ألسنٌ
- تركت قلبَ أعاديهم كليما
- يا نجوماً في سما المجد زهت
- ويسرُّ المجدَ قولي يا نجوما
- للعُلى أنتم مصابيحٌ كما
- لشياطين العِدى كنتم رُجوما
- قد أقرَّ الله منكم أعيناً
- كم لحظتم بالغِنى فيها عديما
- وحباهم فرحة ً تشملهم
- والمحبين خصوصاً وعموما
- ذهبَ الروع الذي غمَّ وقد
- جاءت البشرى التي تنفي الغُموما
- واستهلَّ السّعدُ في أبياتِكم
- فاكتست من حُللِ الزهور قوما
- بالفتى عبد الكريم المجتبي
- وأمين الفضل من طاب أُروما
- قد لعمري سُنن الحجّ لها
- ما رأت مِثلهما أمسِ مُقيما
- قيل نخشى لهما يدنو البلى
- قلت لا يدنو وإن كان عظيما
- فهما من أُسرة ٍ في برِّهم
- يُدرءُ الخطبُ وإن كان جسيما
- فحجيجُ البيتِ لمّا أنزل الله
- فيهم ذلك الرجزَ الأليما
- فعن الباقين منهم كرماً
- بهما قد صرفَ الريحَ العقيما
- فحطيمُ البيتِ لو لم يشهداه
- كلُّ مَن قد أمّه أضحى حطيما
- آل بيت المصطفى حيتكُمُ
- غادة ٌ تجلو لكم وجهاً وسيما
- أقبلت زهواً تهنّيكم بما
- زاد مَن يحسدُ علياكم وجوما
- فبقيتم في سرورٍ أبداً
- ولكم لا برحَ السعدُّ نديما
المزيد...
العصور الأدبيه