الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
- لك عيدٌ وللحواسد نحر
- في سرورٍ جميعه لك لكِن
- هو شطرٌ لنا وللدين شطر
- إنّما العيد أن نراك مُطاعاً
- لك نهيٌ على الزمان وأمر
- ونرى الوجهَ منك يلمعُ بِشراُ
- منك للدهر ملأ عينيه بدر
- يرجع الطرفُ أن أراك عدوّاً
- وكأَن مرّ بين جفنيه جمر
- فلشمل السرور عندك نظمٌ
- وعلى حاسديك للسوء نثر
- أنت يا كعبة َ الهدى مشعرُ الحق
- على رغم أنف مَن لا يقرّ
- لك فسكرٌ يطالع الغيب حتى ّ
- ليس من دونه عن الغيت ستر
- وإليك الرياسة انتهت اليومَ
- وفيها للدين عزّ ونصر
- قمت فيها على التقى فتمنّى
- كلُّ عصرٍ بأنّه لك عصر
- مَن تُرى في ولائنا منك أولى ؟
- ولك الودّ للرياسة أجر
- أنت بحرٌ لكنّ جدواك مدّ
- كلّ آن والبحر مدّ وجزر
- أنت غيثٌ لكنّ جودك من أُولا
- ه سكب وأوّل الغيث قطر
- ذو بنانٍ بموضع الجود تسمى
- وهي من مَرضع الغمامِ أدرّ
- أتملاتٌ ما أتعبتها العطايا
- ومتى أتعب الغمائمَ قطر
- فاخرت أرَضها السماءُ فقلنا
- لكِ لولا بيتٌ على الأرض فخر
- فيه شمسُ الهدى وأربعة ٌ منه
- بدور وفيكِ شمس وبدر
- هم به للسماح خمسة أنهار
- وذا فيك للمجرّة نهر
- حرم باب عزّه مُستجارٌ
- وهو دون اللاجي على الدهر حجر
- لم يقع في حماه حِجرٌ على صيدٍ
- ولا طار نحو علياه نَسر
- ومُعارٍ بغلطة الحظّ عزّاً
- قد ثنى العِطفَ منه زهوٌ وكبر
- ظنّ أن الفخار قصرٌ منيف
- وثياب عليه حمر وصفر
- فتعاطى عُلاك وهو ابن خفضٍ
- يزن الطود ضلّة وهو ذر
- ثم أعيى وحطّه النقص عجزاً
- أن يساوي بقدره لك قدر
- قلت أقصر وحشو ثوبك خزيٌ
- عن عُلا ملؤ برده منه فخر
- جلّ قدراً فقبله ما رأينا
- بَشَراً وِلدُهُ ملائكُ غرّ
- هو بدر النهى وهم في علاه
- أنجمٌ في مطالع الفضل زُهر
- كلّ كاسٍ من الجميل ففخراً
- نسج بردي علاه حمد وشكر
- ماجد النفس في الخليقة حلوٌ
- إن تذقه وفي الحفيظة مرّ
- حفظوا حوزة العُلى في زمان
- بين أنيابه دم المجد هدر
- فهم أخوة المكارم فيهم
- لا رأت عينها سوى ما يسر
المزيد...
العصور الأدبيه