الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> طرقتْ فالأنامُ منها سكارى >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- طرقتْ فالأنامُ منها سكارى
- تملأ الكونَ دهشة ً وانذعارا
- بكرُ خطبٍ لا ينشد الصبرُ فيها
- قد أتانا بها الزمانُ ابتكارا
- في حديث الأحقاب لم يأت فيها
- وقديماً لمثلها ما أشارا
- بردت سائرُ القلوب ردى ً منـ
- ـها وعادت من الغليل سكارى
- ولها كانت المدامع لولا
- حرُّ أنفاسنا تكون بحارا
- وقليلٌ بها وإن ليس يجدي
- ترسل العينُ دمعَها مدرارا
- نكبة ٌ تملأ الوجودَ مصاباً
- يملأ الأرضَ والسما استعبارا
- يا نفوسَ اللاجين طيري شعاعاً
- أدرك الدهرُ عندك الأوتارا
- وابردي يا حشاشة الشرك أمناً
- مات من كان بين جنبيك نارا
- فبمن يغتدي الهدى مستجيراً
- فقدتْ كعبة ُ الهدى المستجارا
- وله أصبحَ الحطيمُ حطيماً
- يتوارى في الترب حين توارى
- ودجا الأفق في دجى غيهب الحز
- نِ وهبَّت ريحُ الصبا إعصارا
- سوَّمى يا خطوبُ خيلك فينا
- تغنمي أين ما قصدت المغارا
- وارتعى في حمى الورى فالمنايا
- أنشبت في هزبرها الأظفارا
- مَن حماها عن أن تُراعَ وقسراً
- ردَّ أيدي الأيام عنها قصارا
- هممٌ حيث لا يُرى البدرُ سيرا
- كيف تخلو له من الحزن دارٌ
- والندى منه لم يفت ديّارا
- ملكَ الناسَ بالسماح عبيداً
- فغدوا بعد فقده أحرارا
- يا بغاة الإسلام لا تتناجوا
- بانتقاص الدين الحنيف سرارا؟
- لا تخالوا محمداً لم يخلّف
- للورى ناهياً ولا أمتارا
- فالإمامُ المهديُ قد قام فيهم
- علماً يرشد الورى ومنارا
- ما بنى الله من سماء علومٍ
- وهو بدرٌ في أفقها قد أنارا
- لازم الحقَ في هداه فأضحى
- معه الحقُّ حيثما دار دارا
- منه ملء الأبراد عدلٌ وتوحيـ
- ـدٌ وفخرٌ من هاشمٍ لا يجارى
- والحُبا في النديُّ تضمن منه
- ركنَ رضوى حلما وأرسى وقارا
- فترى الناس هيبة ً منه خرساً
- يتناجون في الحديث سرارا
- يا أجلَّ الورى علاءً وقدراً
- وأعزَّ الأنام نفساً وجارا
- عقد العيُّ منطقي أن أعزّيك
- ومنك العزا غدا مستعارا
- وقبيحٌ منّي إذا قلتُ صبراً
- للذي علَّم الورى الاصطبارا
المزيد...
العصور الأدبيه