الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- سقتكَ يا ربعَ العُلى عهادَها
- وطفاءُ بشرٍ أطلقت مزادَها
- تلمع للزهو بها بوارقٌ
- تقدحُ في قلب العِدى زنادَها
- لاطفها فيك نسيمٌ أَرِجٌ
- إلى حماكَ ساقها وقادَها
- فألبستك زهرها وأنبتت
- ما بين أجفان العدى قتادَها
- وأبرزتَ منك لأحداق الورى
- حديقة ً نوءُ السرور جادَها
- يا رائد الأفراح في دار العُلى
- قد صدقتك نفسُك ارتيادَها
- باكر مُناك وارتشف رياضها
- كما اشتهيت واقتطف أورادَها
- وحيّ في الدست زعيمَ هاشمٍ
- وخيرَ من سادت به وسادَها
- القائمَ المهديّ أقضى من ثنت
- رياسة ُ الدين له وِسادَها
- وقُل ولا تحفل بغيظ أنفسٍ
- قد تركت لغيِّها رشادَها
- ما علماءُ الأرض إلاّ رجلٌ
- قد جمع الله به آحادها
- لجّة علمٍ عذُبت موارداً
- كلّ ذوي الفضل غدت ورّادها
- وروضة ٌ لو كشف الله الغطا
- رأيت أملاك السما روّادها
- أَعلمهم بالله بل أَدلّهم
- على التي من خلقه أَرادَها
- حامى عن الدين فسدَّ ثغرة ً
- ما ضمنوا عنه له انسدادَها
- فاستلَّها صوارماً فواعلاً
- فعل السيوف ثكلت أَغمادَها
- الموقدُ النارَ عشيّاً للقرى
- وبِشره يتقد اتقادَها
- والمرخصُ الزادَ وكان جده
- لراكبي ظهرَ الفلاة زادَها
- قد فاخرت جفانُه شهبَ السما
- بضوئها وكاثرت عِدادَها
- بُشراك وضّاحَ الدجى بفرحة ٍ
- قد بلغت فيها العُلى مرادَها
- حلَّت نطاق الليل عن صبيحة ٍ
- قد نسجت أيدي الهنا إبرادَها
- لو عربُ الإسلام باهتُ فرسه
- بحسنها لاستحقرت أَعيادَها
- أنت الذي قد عقد الله به
- عُرى الهدى وأحكم انعقادَها
- منك اعدَّت هاشمٌ لمجدها
- مَن نشر الله به أَمجادَها
- فقلّلت فيك مريدي فخرها
- وفي بنيك كَّثرت حسادَها
- أَبناءِ مجدٍ نشأوا سحائباً
- سقى الإلهُ خلقه عهادَها
- أَنملُها العشرُ جميعاً حُلَمٌ
- أَرضعت الدنيا بها أَولادَها
- بيض المساعي ومساعي غيرهم
- بيضٌ وصفرٌ أَحسنوا انتقادَها
- لم تبتدء بين الورى اكرومة ٌ
- إلاّ وكلٌّ منهم أعادَها
- عقدت أطناب العُلى وابتدروا
- يرفع كلٌّ منهم عمادَها
- وغيرهم يهدم علياه التي
- سعى أَبوه قبله فشادَها
- قومٌ إذا شبَّ ابنُ مجدٍ منهم
- أَلقت لكفيه العُلى قيادَها
- أَو زوَّجوه فبأخت شرفٍ
- يحكي طريفُ مجدِها تِلادَها
- لو لم تجد منه المعالي كفوَها
- لم ترض إلاّ في الخِبا انفرادَها
- يا من يرومُ بأبيه هضبهم
- ونفسه قد سكنت وهادَها
- خلفك والفخر بنار ذهبت
- بضوئها وخلّفت رمادَها
- بني العُلى دونكموها غادة ً
- عذراءَ قد أَصفتكم ودادَها
- جلّت بكم قدراً فما أَنشدتُها
- إلاّ ازدهت جبريل فاستعادَها
المزيد...
العصور الأدبيه