الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- سبقتَ الورى مجداً يدوم بلا حدَّ
- فكان بلا قبلٍ ويبقى بلا بعدِ
- خلقتَ كما شاءتْ نقيبتك التي
- أتاها الندى كوني فكنت بلا ندّ
- وجئتَ إلى الدنيا كما اشتهت العلى
- تعيد من المعروف أضعاف ما تبدي
- وتبسط أندى من أديم غمامة
- بناناً يعلّمن الحيا كيف يستجدي
- وفي الناس مَنْ يغدو به مستميحهُ
- كمستقطرٍ ماءً من الحجر الصلد
- فيا لابساً برد السيادة لا شذاً
- من الفخر إلا وهو في ذلك البرد
- فبوركتَ من فردٍ حوى الدهر كله
- ببرد علاً منه طوى الناس في برد
- زعيم النهى ما عطرت جيبها الصَبا
- بأطيب نشراً من عبيرك والندّ
- يقولون في الدنيا بنتْ دارَك العلى
- فقلتُ بل الدنيا بها بُنيت عندي
- كذبْنا فذا رضوانُ بشركَ مخبرٌ
- يحدّث عنها أنها جنَّة ُ الخلد
- فمنكَ المزايا قد تقسَّمن فردَها
- وأعجبُ شيءٍ قسمة الجوهر الفرد
- ألستَ من القوم الذين وليدهم
- يرشح طفلاً للعلى وهو في المهد
- فما حضنوا إلا بحجر نقابة ٍ
- ولا رضعوا يوماً سوى حلم الرشد
- فيا قمم الأعداء للإرض طأطئ
- ويا عينهم عودي من الجفن في غمد
- نضا الله في كف النقابة سيفها
- وقال احتكمْ ما شئت يا فاصل الحد
- وهاتيك أبصارَ العدى وقلوبها
- فدونك ما تختاره من ذوي الحقد
- ومما يعيرُ الأرض فخراً على السما
- ويبهي الحصا فيها على أنجم
- بيوتٌ بها قد أودع اللهُ منكم
- أطائب ما استصفاه من عترة المجد
- لكم أذنَ الله العظيم برفعها
- وأنتم مصابيحٌ بها الناس تستهدي
- لوجهك قد صلى بها المدح والثنا
- لأنك فيها قبلة ُ الشكر والحمد
المزيد...
العصور الأدبيه