قصائدحيدر بن سليمان الحلي



حيتكَ سارقة ُ اللحاظ من الظِبا
حيدر بن سليمان الحلي



  • حيتكَ سارقة ُ اللحاظ من الظِبا

  • تجلو المدامَ فحيّ ناعمة َ الصِبا

  • جاءتكَ تبتَسمُ والبنان نقابُها

  • فأرتكَ بدراً بالهلال تنقّبا

  • وكأنّها هي حين زَفَّت كأسها

  • شمسٌ تزفّ من المدامة ِ كوكبا

  • عقدت على الوسط النطاقَ مفوَّفاً

  • ولوت على الخصر الوشاحَ مذهّبا

  • أحبب إليك بها عشيقة َ مُغرمٍ

  • راض العواذلُ شوقَه فتصعبّا

  • هي تلك لاعبة ُ العشاء ومن لها

  • ألفت بناتُ الشوقِ قلبك ملعبا

  • أمسيتَ منها ناعماً بغريرة ٍ

  • بنسيم ريّاها تعطَّرت الصَبا

  • ونديمة ٍ لك لو تغنّى باسمها

  • حجر لرقَّصه غناها مطربا

  • سكبت بكأس حديثها من لفظها

  • راحاً ألذَّ من المدام وأعذبا

  • وترنّمت هزجاً فأطربَ لحنُها

  • قُمريَّ مائسة َ الأراكِ فطرَّبا

  • فكأَنما علمت بعرس المصطفي

  • فشدت غِناً لابن الأراكة ِ أطربا

  • في ليلة ٍ طابت فساعة ُ أُنسها

  • لم تلق عمر الدهر منها أطيبا

  • وَفدَ السرورُ بها لمغنى أصيدٍ

  • كرماً يحيي الوافدين مُرحّبا

  • شملت مسرتَّه البريّة كّلها

  • إذ كان في كلّ النفوس محبّبا

  • فكأَنَّ عُرس المصطفى فيه الورى

  • كلّ محمدُ صالحٍ أَن يطربا

  • قد عاد مغربُها يهنّي شرقَها

  • فيه ومشرقُها يهنّي المغربا

  • فرحوا وحقّ لهم به أن يفرحوا

  • من حيثُ أنَّ الدهر فيه أغربا

  • في الشيب جاء به سروراً لم يجىء

  • في مثله مُذ كان مقتبلُ الصِبا

  • هو في الأنام صنيعة ٌ مشكورة

  • للدهر ما صحبوا لِساناً معربا

  • للكرخ ناعمة َ الهبوب تحمّلي

  • منّي سلاماً من نسيمك أطيبا

  • وصلي إلى بيت قد انتجع الورى

  • منه جناباً بالمكارم مُعشبا

  • بيت على الزوراء يقطر نعمة َ

  • فكأَنّه بالغيث كان مطنّبا

  • قولي إذا حييتِ فيه بالرضا

  • فسواكِ منه هيبة َ لن يقربُا

  • بشراكَ بسّامِ العشيّ بفرحة ٍ

  • ضَحكت بها الدنيا إليك تطرُّبا

  • وجلا عليك اليمنَ فيها طلعة َ

  • غرّاء ساطع سعدها لن يغربا

  • فاسعد بقرّة ناظريك فقد غدا

  • في عُرسه المجدُ المؤثّلُ معجبا

  • أمقيلَ مَن لبس الهجير تغرُّباً

  • ومعرّسَ السارين تنزِعُ لغّبا

  • عجباً لهذا الدهر يصحب بُخلَه

  • ولجود كفّك ليس يبرح مُصحَبا

  • ويرى جبينك كيفُ يشرقُ لِلندى

  • كرماً ويغدو الوجه منه مقطَّبا

  • أرحبتَ للأضياف دارة َ جفنة ٍ

  • من دارة القمر الوسيعة أرحبا

  • وحملت عبء بني الزمان ولو به

  • يُعنى أبوهم لاستقالك مُتعبا

  • وأما ومجدك خلفة ً لو لم يكن

  • للعالمين سجالُ جودك مشربا

  • نَزَف اغترافُهم البحارَ وبعدها

  • ترك اعتصارهمُ الغمائمِ خُلّبا

  • فمتى تقوم بحارُها وقطارُها

  • لهم مقامك ما جرت وتصبَّبا

  • يفدي أناملكَ الرطيبة مُعجبٌ

  • في يبس أنملة ٍ بعذلك أسهبا

  • لو مسَّ وجه الأرض يبسُ بنانه

  • لرأيته حتى القيامة مُجدبا

  • عذبت مذاقة لا بفيه لبخله

  • وبفيك طعمُ نعم غدا مستعذبا

  • فأزدادَ حتّى في مَعيشة نفسهِ

  • ضيقاً وَللوفّاد زدتَ ترحّبا

  • تسع الزمانَ بجود كفّك باسماً

  • ويضيق صدر الدهر منك مقطَّبا

  • لورعتَ مُهجة نفسه وَزحمته

  • لفطرتها وَحطمتَ منه المنكبا

  • وَلقد جَريت إلى العلاء بهمة ِ

  • لم ترض عالية المجرّة مركبا

  • حلَّقت حيث الطرف عنك مقصرٌ

  • فصعدت حيث النجم عنك تصوبّا

  • شهدت قناة المجد أنك صدرُها

  • وَعدا أخيك غدا الأماجدُ أكعبا

  • ما قمت يوم الفخر وحدك موكباً

  • إلاّ وقام به مثالُك موكبا

  • أصبحت منتسباً لغرِّ أماجدٍ

  • ودَّت لهم شهب السما أن تُنسبا

  • هم أيكة الشرف التي منها الورى

  • ثمرُ السماحة ما اجتنوه مرجّبا

  • طابت أرُومتها العريقة في العُلى

  • وسقت مكارمها ثراها الطّيبا

  • وكفى بجودك وهو أعدلَ شاهدٍ

  • يصف الذي من جودها قد غيبا

  • ولقد تحقّقتُ اسمَ غادية الحيا

  • فوجدت معناه نداك الصيّبا

  • وأجلت فكري في اسم أنفاس الصَبا

  • فإذا به خُلق الرضا قد لقّبا

  • سيماءُ عزِّك في أسرَّة وجهه

  • لله أنت فهكذا مَن أنجبا

  • زّينت أُفق الفخر منك بكوكبٍ

  • ما كان أزهره بفخرك كوكبا

  • فالشمس قد ودَّت وإن هي أعقبت

  • قمرَ السماءِ نظيره أن تُعقبا

  • قد غاض فيضُ ابن الفرات لجوده

  • إذ كان أغزرَ من نداه وأعذبا

  • لا تطر كعباً واطوِ حاتم طيء

  • وانشر مكارمه تجدها أغربا

  • وارتك له معناً على ما فيه من

  • كرمٍ فمعنٌ لو رآه تعجّبا

  • ودع الخصيب فلو تملّك ملكه

  • الهادي لجاد به لفرد أتربا

  • الجامع الحَمد الذي لم يجتمع

  • والواهبُ الرفدَ الذي لن يُوهبا

  • خلقتَ أدرَّ من السحائب كفُّه

  • بل أُنشأت منها أعمَّ وأخصبا

  • هو خير من ضمَّت معاقدُ حبوة ٍ

  • وأخوه فخراً خير من عَقد الحُبا

  • طلعا طلوعَ النيرين فما رأى

  • أُفقُ المكارم مُذ أنارا غيهبا

  • فعُلاهما في المجد أبعدُ مرتقى

  • ونداهما للوفد أقربُ مطلبا

  • أبقيّة َ الكرم الذين سواهم

  • لم يتخذ تهجُ المكارم مذهبا

  • لا زلتم في نعمة ٍ ومسرَّة ٍ

  • مادام ظهر الأرض يحمل كبكُبا



أعمال أخرى حيدر بن سليمان الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط