الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> حبستُ على اللهو قلباً طليقا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- حبستُ على اللهو قلباً طليقا
- وقمت أُحيّي الخيالَ الطرُوقا
- لدى روضة ٍ قد كساها الربيعُ
- من النور والزَهر بُرداً رقيقا
- عليها الصَبا سحبت ذيلَها
- وذرَّت من الطيبِ مسكا سحيقا
- تروقك إن مرَّ فيها النسيمُ
- منها يلاعبُ غصناً وريقا
- كأَنَّ الغصون إذا الوِرق غنّت
- على الأيك نشوانُ لن يستفيقا
- إذا اعتنقت طرباً خِلتهنَّ
- شقيقاً يعانقُ شوقاً شقيقا
- عشيّة لهوٍ بِها الدهرُ جادَ
- بها عادَ عيشي غضًّا أنيقا
- أمنتُ بها الدهرَ حتى كأبّي
- أخذتُ على الدهرِ عهداً وثيقا
- سررتُ بها غير أنَّ الحبيب
- فقدانُه ساءَ قلب المشوقا
- فكنت إذا قلبي اشتاقه
- لأرشفَ فاهُ رشفت الرحيقا
- وأعتنقُ الغصنَ عن قدِّه
- وألثمُ عن وجنتيه الشقيقا
- فما زلتَ أجني ثمار السرور
- والنقى والعقيق بها والرصيقا
- إلى أن رأيت الصباحَ انتضى
- على مفرق الليل عضباً ذليقا
- مضى الليلُ يدعو النجاءَ النجاءَ
- والصبحُ يدعو اللحوقَ اللحوقا
- فقمتُ ولم أرَ ممّا رأيتُ
- شيئاً، اكفكفُ دمعاً دفوقا
- وقد كنت أحسب طرفَ الزمانِ
- من سكرة النوم بي لن يضيقا
- فيا لائمي إن ذكرتُ العقيقَ
- ولولا الهوى ما ذكرتُ العقيقا
- تذكرتُ من كنت ألهو به
- فصرت لكتم الهوى لن أُطيقا
- لئن بانَ جسمي عنه فقد
- تخلَّف قلبي فيه وثيقا
- فليت غدت حالباتُ الربيع
- حياها على غيره لن تُريقا
- فتسقي به مُرضِعات الربيع
- رضيعَ الخمائل ماءً دفوقا
- ففي كلّ يومٍ بأطلاله
- أحيِّ من الغيد وجهاً طليقا
- ومرهفة الخصر وسنى اللحاظِ
- تغادرُ قلبَ المعنّى خفوقا
- إذا ما رشفت لمى ثغرِها
- تَعافُ الصبوحَ له والغبوقا
- ترى البدرَ والغصنَ والظبيَ
- والنقى والعقيقَ بها والرحيقا
- محيًّا وقدّاً وجيداً وعيناً
- وردفاً ثقيلاً وثغواً وريقا
المزيد...
العصور الأدبيه