الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> بنور وجهكَ لا بالشمس والقمرِ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- بنور وجهكَ لا بالشمس والقمرِ
- أضاء أفقُ سماء المجد والخطرِ
- وفي البريّة من معروفك انتشرتْ
- رواية الشاهدين السمع والبصر
- تحدثوا عنكَ حتى أن كل فمٍ
- به عبيرُ شذاً من نشرك العطر
- فذكرُك المسك بين الناس يسحق با
- للسان والفم لا بالفهر والحجر
- وخلقُك الروضة الغنّاء ترهم في
- نطاف بشرِك لا في ريق المطر
- وكفُّك البحر ما غاض الرجاء به
- إلا وأبرز منه أنفسَ الدرر
- ودارُ عزك تغدو الوفد ناعمة ً
- فيها بأرغد عيشٍ ناعمٍ نضر
- بها الضيوفُ تحيى منك أكرم مَن
- يعطى الرغائب من بدوٍ ومن حضر
- حيث الجنان على بعدٍ تضئُ بها
- للطارقين ضياءَ الأنجم الزهرِ
- لقد غدا الأفقُ العلويُّ يحسدها
- على مواقدها في سالف العُصر
- وودَّ لو أنها كانت به بدلاً
- من الكواكب حتى الشمس والقمر
- فالشهب والبدر يطفي الصبحُ ضوءَهما
- والشمسُ في الليل لم تشرق ولم تنر
- لكنَّ دارك لم تبرحْ مواقدُها
- مضيئة ً تصل الإصباحَ بالسحر
- ما زلتَ ترفع فيها للقِرى كرماً
- ناراً شكا الأفقُ منها لافحَ الشرر
- يا مقرضَ الأرض في عصرٍ به وثقت
- بنو الزمان بكنز البيض والصفر
- كأنما اللهُ لم يندب سواكَ إلى
- قرضٍ يضاعفهُ في محكم السور
- فلم تكن بشراً بل أنتَ روحُ ندى ً
- للعالمين بدتْ في صورة البشر
- يفدي يديكَ ابنُ حرصٍ لا حياء له
- يلقى العفاة َ بوجهٍ قُدَّ من حجر
- جرى لعلياكَ من جهلٍ فقلتُ له:
- لقد جريتَ ولكنْ جرْيَ منحدر
- سما بك الحظُ إلا عن علاء أبي الـ
- ـمهدي حطَّك ذلُ العجز والخور
- أنتَ المعذّبُ بالأموال تجمعها
- خوفَ البغيضين من فقرٍ ومن عسر
- وهو المفرّقُ ما يحويه مدخراً
- كنزَ الخطيرين من حمدٍ ومن شكر
- ما ديمة ُ القطر من صغرى أنامله
- للمحل أقتلُ في أعوامه الغُبر
- يا ناظراً سيرَ الأمجاد دونك خذْ
- منه العيانَ ودع ما جاء في السيَر
- تجد به من أبيه كلَ مأثرة ٍ
- ما للحيا مثلها في الجود من أثر
- يريكها هو أو عبدُ الكريم بلا
- شكٍ وأيُّهما إنْ شئتَ فاختبر
- لا تطلبنَّ بها من ثالثٍ لهما
- هل ثالثٌ شاركَ العينين بالنظر
- تفرَّعا للعلى من دوحة ٍ سُقيتْ
- ماءَ التقى فزكتْ في أول العصر
- وقد سما فرعها الأعلى فأثمرَ ما
- بين النجوم بمثل الأنجم الزهر
- بكل صافي المحيتا بشرهُ كرمٌ
- وكلُ أخلاقه صفوٌ بلا كدر
- ما أحدقوا بالرضا إلا وخلتهمُ
- كواكباً تستمدُ النورَ من قمر
- مهذّبٌ يُتبعُ النعمى بثانية ٍ
- دأباً وجودُ سواه بيضة ُ العقرِ
- له مناقبُ مجدٍ كلها غررٌ
- في جبهة الدهر بل أبهى من الغرر
- زواهرٌ في سماء الفضل دائرة ٌ
- بمثلها فلكُ الخضراء لم يدر
- رأى الثناءَ لباس الفخر تنسجُه
- يدُ الندى لذوي العلياء والخطر
- فجاد حتى دعاه البحرُ حسبك ما
- أبقى سماحُك لي فضلاً على البشر
- وكلَّ عنه لسانُ البرق ثم دعا
- بالرعد أكرمتَ إني عنك ذو قصر
- يُنمى إلى طيّبي الأعراق مَن عقدوا
- على العفاف قديماً طاهرَ الأزر
- أعزَّة ٌ نورُهم هادٍ ووجهُ مسا
- عيهم حسينٌ بليل الحادث النكر
- الوارثان من المهديّ كلَ عُلى ً
- لأفقها طاهرُ الأوهام لم يطر
- والباسطان لدى الجدوى أكفَّهما
- سحائباً تمطرُ العافين بالبدر
- والغالبان على الفخر الكرام معاً
- بحيثُ لم يدعا فخراً لمفتخر
- يا طيب فرع سماحٍ مثمرٍ بهما
- ما كلُّ فرع سماحٍ طيبُ الثمر
- لم يطلعا غاية للفخر ليس ترى
- شأواً بها لمجيد غير منحسر
- إلا وللمصطفى أبصرتَ ما لهما
- يوم الرهان من الإيراد والصدر
- أغرُّ ما زهرت للشهب طلعته
- إلا وغضتْ حياءً وجهُ منستر
- خذوا بني الشرف الوضّاح كاعبة ً
- مولودة الحسن بين البدو والحضر
- لم تجل في مجلسٍ إلا بوصفكم
- تبسّمتْ كابتسام الروض بالزهر
- إن يُصدِ نقص أناسٍ فكرَ مادحهم
- ففضلكم صيقلُ الألباب والفكر
- لا زال بيتُ علاكم للورى حرماً
- يحجه الوفدُ مأموناً من الغِير
المزيد...
العصور الأدبيه