الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- بكيت لمحمولٍ إلى القبر في نعشِ
- سرى حاملوه في الثرى وهو في العرش
- نعاكَ لي الناعي فقلت حشاشتي
- عليها انطوت أنياب أفعى من الرقش
- وقد كنت أرجو أن اهنِّيك بالشفا
- فأصبحت أنشي في رثائك ما أنشي
- وما خلتُ أنّ الدهر فيك مخاتلي
- يراصدني سراً بغائلة البطش
- إلى أن رأت عيني سريرَك والعُلى
- على إثره تكلى وتعلن بالجهش
- فلم أرَ لي من حيلة غير أنني
- نظرتُ إليه مذ نأى نظر المغشي
- كأنّ الذي بالأفق نعشُك سائراً
- وطرفي السهى والحاملون بنو نعش
- مشت خلفك التقوى تشيّعُ روحها
- ومن غير روح من رأى ميتاً يمشى
- بكتك وظفرُ الوجد يخدش قلبها
- فمدمعها المحمرُّ من ذلك الخدش
- لئن كنتَ فيما تبصر العينُ ثاوياً
- بدار البلى في ذلك الجدث الوحش
- فإنّك عند الله حيٌّ منعَّمٌ
- لديه على تلك النمارق والفرش
- ولولا ابنُك الزاكي لأدمى تأسفاً
- عليك التقى كفيه بالعضِّ والنهش
- ولكن رأى والحمد لله باقياً
- له حسنٌ فاختاره ما اختار ذو العرش
- فتى ً حنيت منه على قلب خاشعٍ
- جوانحُ ذي نسكٍ سلمن من الغش
- فما ينطق الفحشاءَ مذودُ فضله
- ولا سمعُ تقواه يعى قولة الفحش
- تعاهد غيثُ العفو مرقد محسنٍ
- يبلُّ ثرى ً واراه رشاً على رشِّ
المزيد...
العصور الأدبيه