قصائدحيدر بن سليمان الحلي



باتت تروِّحني بنشرِ عبيرها
حيدر بن سليمان الحلي



  • باتت تروِّحني بنشرِ عبيرها

  • بيضاءُ تطوي النّيرينِ بنُورِها

  • وجلت عليَّ مدامة َ بمفاصلي

  • منها وجدتُ فُتورَ عين مُديرِها

  • ورأيتُ شُعلة خذٍّها في كأسها

  • قد أوجستها مهجني بضميرها

  • وغدت تفاكهني عشيَّة أقبلت

  • بفنونِ دلٍّ بتُّ طوعَ غُرورها

  • فرَنت بناظرتي عقيلة ِ رَبربِ

  • بَكرت تربعُ إلى بِطافِ غديرها

  • ودنت إليَّ وأسفرت عن وجنة ٍ

  • حسداً تموت الشمسُ عند سفورها

  • وصفت لعيني في بدايعِ حسنِها

  • خورَ الجنانِ فحلتُها من حورها

  • ثم انثنت خجلاً تصدُّ بمقلة ٍ

  • سرقت من الآرام لحظَ غريرها

  • وتبسَّمت سرّاً فأومضَ بارقٌ

  • لعذيب مبسمها قضى بسرورها

  • فأضاءَ ليلة َ وصلِها حتّى غدت

  • لا فرقَ بين عشيِّها وبُكورها

  • فتغيّرت خوفَ الرقيبِ، لعلمها

  • بمكانِها منّي، يشي لغيورها

  • فتسترت بظفائرٍ لو تحتها

  • سرت الكواكبُ ما اهتدت لمسيرها

  • باتت ترفرفُ بين أنفاسِ الصَبا

  • وتضوعُ بين ورودِها وصُدورِها

  • حتّى لقد حَمِلت شذاً من عرفِها

  • أشفقت تعرفه الورى بعبيرها

  • فوددتُ أقطع كفَّ ما شطة ِ الصبا

  • كي لا ترجِّل شعرها بمرورها

  • ولئن ظننتُ على النسيم بها فلا

  • عجبٌ ولو وافى بوقتِ هجيرها

  • فبمقلتي لو لم أخف إنسانَها

  • لحجبتُها عن لحظِ عينِ سميرها

  • وكذبتُ ما في العين إنسانٌ ولا

  • في العالمينَ صغيرِها وكبيرها

  • من أين إنسانٌ لعيني غيرُها

  • والناس غير أبي الحسينِ أميرها

  • ألها أميرٌ في البلاغة ِ غيره

  • وبها تشير إليهِ كفُّ مشيرها

  • ولئن إليه غدَت تشيرُ فإنّها

  • ما أدركتهُ بفكرِها لقصورِها

  • بل عين فكرتِها رأت إنسان عـ

  • ـين زمانه في نوره لا نورها

  • فرأت مناقبَ منه فاروقيّة

  • ما أن تزيّنتِ السما بنظيرها

  • ومآثراً عُمرّية َ بقليلها

  • كثرت عداد الشهبِ لا بكثيرها

  • وخلائقاً رشفت سُلافَتها الورى

  • فغدت بها سَكرى ليومِ نشورها

  • هيهاتَ بنتُ الكرمِ منها إنّها

  • بنتُ المكارمِ قد ذكت بعبيرها

  • محلوبة ً من كرمِها مشمولة ً

  • بنسيمِها ممزوجة ً بنميرها

  • نَفَحت بعارفة ٍ عليَّ خطيرة ٍ

  • قَدْ أفحمت منّي لسانَ شكورها

  • باتت لديَّ ولست أكفرها يداً

  • ما للغمامِ يدٌ بفيضِ غَزيرها

  • جَذَبت بضبعي فارتقيت بها على

  • هامِ المجرّة رافلاً بجيرها

  • فلو أن أعضائي تحوَّل ألسناً

  • تثني عليه إلى انقطاعِ دهورها

  • بقصائدٍ حبَّاتُ قلبي لفظها

  • وسواد أحداقي مداد سُطورها

  • ما كنتُ أبلغ شكرَه فيها ولو

  • أنَّي ملأَت الكونَ في تحريرِها

  • أم كيف أشكرهُ الصنيعة َ بالثنا

  • ومتى يقومُ حقيره بخطيرها

  • مع أنّه مُفضٍ لما لا يَنتهي

  • ومن الأُمورِ به ارتكاب عسيرها

  • فالحقُّ فيه أن أُحبِّر مِدحة ً

  • أشكره في أُخرى على تَحبيرِها

  • إذ من معادن فضلِه نظَّمتُها

  • وبه اهتديتُ إلى التقاطِ شذورها

  • هو ذاك مُنتجع الفصاحة ِ مُجتنى

  • ثمرِ البلاغة ِ مُستمِدُّ غزيرها

  • ربُّ القوافي السائراتِ بحيثُ لم

  • يقطع نهاية َ سيرِها ابنُ أثيرها

  • وكميُّ مِزبرة ٍ ترى لُسُنَ الضُبا

  • خُرساً إذ نطقت بآيِ زَبورها

  • لو شاءَ يوماً ساق أرواحَ العِدى

  • صِلَة لموصولِ الردى بصريرها

  • مَن عن لسانِ الروحِ أصبحَ ناطقاً

  • لا عن لسان لَبيدها وجَريرها

  • بزواهرٍ نَجمتْ فأطفأ ضوؤها

  • شُعَلَ النجوم الزُهرِ عند ظهورها

  • وكأَنَّما طبعت بمرآة ِ السما

  • بدلَ الكواكبِ شكلهنَّ بنورها

  • لم يُنشها إلاّ عقوداً، ناثراً

  • لنظيمها، أو ناظماً لنَثيرها

  • مِدحاً يُفضلهنَّ ما بين الورى

  • لنذيرها الهادي وآلِ نذيرها

  • حيثُ القوافي ما برحن فواركاً

  • لم تُمنح الشعراءُ غير نُفورها

  • واليومَ قد صارت طروقَة فحِلها

  • منه وقرَّ نفارُها بمصيرها

  • مسكت خُطام قيادها يده وهُم

  • لم يَمسكوا إلاّ خطام غرورها

  • وله ذكور اللفظِ دون إناثِها

  • ولهم إناثُ اللفظِ دون ذكورها

  • لا زالَ منها ناظماً ما لم يدع

  • فضلاً لأولها ولا لأخيرها



أعمال أخرى حيدر بن سليمان الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط