الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أُبشّر فيك العُلى والشرف >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أُبشّر فيك العُلى والشرف
- وأهدي إلى المجد أسنى التحف
- وأنظم فيك لجيد الفخارِ
- لئالٍ تفوق لئالِ الصدف
- وأجلو عليك بنادي السرور
- عروسَ الثنا بالتهاني تُزف
- أبا المصطفى أنتَ فخرُ الكرام
- وأكرُم من بالفخار التَحف
- وأزكى البريّة فرعاً نماهُ
- من دوحة المجد عيص الف
- لك الله أكملَ هذا السرورَ
- بعزّ عليك لواه يرف
- ولا زلت في آلك الأكرمين
- ترى ما يُقرّ عيونَ الشرف
- تروح على فرحٍ فيهم
- وتغدو على فرح يؤتنف
- جلا اليومَ بشرك وجه الزمان
- فماء الغضارة فيه يَشف
- نظمت بأيّامك الصالحات
- شملَ المكارم حتى ائتلف
- وقمت بأثقال هذا الزمان
- وعنها أجلّهم قد ضَعُف
- أقولُ لمن باتَ يُنضي الركاب
- رويدك في السير لا تعتسف
- أمل عن بني الدهر أعناقَها
- فقد لئموا يوم كانوا نُطف
- وبادر إلى ماجدٍ بيته
- به للأكارم نعمَ الخلف
- ترى علّة المكث للضيف فيه
- طيبَ القِرى فهو لا ينصرف
- إذا للإقامة فيه أتمّ
- أجدَّ به نيّة َ فاعتكف
- وحيّ به من أبي المصطفى
- ربيع العفاة ِ إذا الضرعُ جف
- أجل نظراً في مزايا عُلاه
- وفي قومه خلفاً عن سلف
- تجد فيه كلَّ صفاتِ الكمال
- وفيهنَّ عبد الكريم اتصف
- فتى ً وكفت كرماً كفُّه
- فعلّمت الغيثَ حتّى وكف
- ترى للمكارم والأكرمين
- في مصطفى المجد نشراً ولف
- إذا بسط الكفَّ يوم العطاءِ
- طوى كلّمن نشرته الصحف
- وزاد على كلّ حيّ به
- عُلاً عنه يَقصِرُ من قد وصف
- له حَلف الدهرُ أن لا يجيء
- بمثل وقد برَّ فيما حلف
- وكيف يساجله الأكرمون
- وكلّهم من نَداه اغترف
- ولو شاءَ جارى بصغرى بنان
- أخيه من الأكرمين الأكف
- وأبدا من الحسن المكرمات
- مزاياً جمعنَ حِسان الضرف
- هو الحسن الندبُ من في الكمال
- أقرَّ الحسودُ له واعترف
- تَبارى الصَبا كرماً راحتاهُ
- وأخلاقه الغرّ منها أشف
- بني المصطفى مَن يباهيكم
- وأنتم نجومُ سماءِ الشرف
- حللتم من المجد أوساطَه
- وغيركم منه حلَّ الطرف
- سبقتم إلى صهوات العُلا
- فأعلى الورى خلفكم مُرتدف
- ثقالُ الحلومِ فلو توزنون
- برضوى إذاً لرجحتم وخف
- يقرّ بعين الورى أن ترى
- بيوتكم للعُلى مختلف
- وإنّ عليهنّ طيرُ السعود
- بأجنحة اليمنِ زهواً ترف
- أُهنيكم بفتى ً ماجدٍ
- حسان العُلى فيه تبدي الشغف
- غدا عرسه روضة ً للهنا
- وزَهر السرور بها يقتطف
- به قد غفرنا ذنوبَ الزمانِ
- وقلنا عفى الله عما سلف
- وبتنا على طربٍ نستطيب
- أرقَّ النشيدِ بنادي الظرف
- نفضّ ختام رحيق السرور
- ونرشف أعذب ما يُرتشف
- نعمّكم ونخصّ الجوادَ
- فيا بورك الفرح المنتصف
- ليُهنَ بعرس هلالٍ له
- ظلامُ الخطوبِ به ينكشف
- إذا ما ادعى البدرُ أن قد حكاه
- فقل خلّ يا بدر هذا الصلف
- سباك محيّاه وهو الأغرّ
- فغطّ بوجهك هذا الكلف
- وتحكيه عندي لو انّ الجواد
- أبوك فذلك شمس الشرف
- جوادٌ جرى سابقاً للندى
- وعن شأوهِ الدهر عجزاً وقف
- فيا أُسرة المجد لا زلتم
- ببشرٍ من الدهر لا ينصرف
المزيد...
العصور الأدبيه