الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
- قم، فهني الأرض فيها والسماءا
- طبق الأرجاء منها أرج
- عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا
- بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها
- قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا
- قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي
- ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا
- فهنيئاً : فتح الخير بمن
- ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا
- وأتى أكرم مبعوث قد اخ
- ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا
- سيد الرسل جميعاً أحمد
- مَن بعلياهُ أتى الذكر ثناءا
- مبعث قد ولدته ليلة
- للورى ظلماؤها كانت ضياءا
- بوركت من ليلة في صبحها
- كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا
- خلع الله عليها نضرة
- راقت العالَم زهواً واجتلاءا
- كلما مرَّت حلت في مرِّها
- راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا
- واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً
- عطف نشوان ويختال ازدهاءا
- فلتهنّ الملة ُ الغرّاءُ مَن
- أحكم الله به منها البناءا
- ولتباهل فيه أعداء الهدى
- ولتباه اليوم فيه العلماءا
- ذو محيا فيه تستسق السما
- وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا
- رق بشراً وجهه حتى لقد
- كاد أن يقطر منه البشرماءا
- فعلى نور الهخدى من وجهه
- وجد الناس إلى الرشد اهتداءا
- فهو ظل الله في الأرض على
- فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا
- فكفى هاشم فخراً أنَّها
- وَلدته لمزاياها وعاءا
- فلها اليومَ انتهى الفخرُ به
- وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا
- حيّ فيها المرفد الأسنى وقل:
- وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا
- زانَ سامرا وكانت عاطلاً
- تتشكى من محليها الجفاءا
- وغدت أفناؤها آنسة
- وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا
- زادك الله بهاءً وسناءا
- إنما أنت فراش للألى
- جعل الله السما فيهم بناءا
- ماحوت أبراجها من شهيها
- كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا
- قد توارت فيك أقمار هدى
- ودت الشمس لها تغدو فداءا
- أبداً تزدادُ في العليا سنًى
- وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا
- ثم نادي القبة َ العليا وقل:
- طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا
- بمعالي العسكريين اشمخي
- وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا
- واغلبي زهر الدراري في السنا
- فبك العالم- لافيها- أضاءا
- خطك الله تعالى دارة
- لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا
- وبنا عرِّج على تلكَ التي
- أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا
- حجب الله بها الداعي الذي
- هو للأعين قد كان الضياءا
- وبها الأملاك في ألطافه
- للورى تهبط صبحاً ومساءا
- قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ
- ومن العينينِ فانضجها دماءا
- يا إمامَ العصرِ ما أقتلها
- حسرة ً كانت هي الداء العياءا
- مطلننا البرء في تعليلها
- وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا
- برئت ذمّة ُ جبارِ السما
- من أناس منك قد أضحوا براءا
- فمتى تبرد أحشاء لنا ؟
- كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا
- ونرى يا قائم الحق انتضت
- سيفها منك يد الله انتضاءا
- أفهل نبقى - كما تبصرنا- ؟
- نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!!
- لا رأى الرحمة َ من قال رياءا:
- قلت الروح لمولاها : فداءا
المزيد...
العصور الأدبيه