الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> حيدر بن سليمان الحلي >> أما والهوى العذري ما بتُّ ساليا >>
قصائدحيدر بن سليمان الحلي
- أما والهوى العذري ما بتُّ ساليا
- حبيباً بعيني الكرى كان ثانيا
- سلوتُ إذاً والله حتى حشاشتي
- على عزّها إن كنت أمسيت ساليا
- وريّان من ماء الصبا غصنُ قدّه
- برغمي يمس في ثرى اللحد ذاويا
- فجعتُ به حلو الشمائل بعدما
- ولعتُ به غضَّ الشبيبة ناشيا
- تطلّعُ نفسي من ثنايا اشتياقها
- إلى طلعة ٍ منه تنير الدياجيا
- وأطلب في الأحياء رؤية شخصه
- على ولهٍ منّي وأنسى افتقاديا
- فكم لي على الذكر إليه التفاتة ٌ
- كأنْ لم يكن بالأمس وسَّد ثاويا
- ولائمة ٍ لامت ولم تدرِ ما الجوى
- ولا كيف يرعى المستهام الدراريا
- تلوم ولا سمعي لها فيجيبها
- إلى سلوة ٍ قلبي ولا قلبها ليا
- ولو وجدتْ للبين ما قد وجدته
- غدا آمري بالحزن من كان ناهيا
- أميمة ُ هل أدميت إلا بنانيا
- وهل غيرُ دمعي بلَّ فضل ردائيا
- أقلّي فلم أنضح جواي بأدمعٍ
- اكفكفها عن مقلتيك جواريا
- ولا قلَّبت كفُّ لأسى لك مهجة
- حشاي على جمرٍ توقَّد ذاكيا
- عذلت وعندي يعلم الله لوعة
- أكابد منها ما يدكُّ الرواسيا
- غلبتَ وأحداثُ الزمان غوالبٌ
- وفي أيّ دار ما أقمن النواعيا
- وكيف انتصاري يوم طارقة النوى
- وعند الليالي يا ابنة القوم ثاريا؟
- حدت ظعن الأحباب عنّي وغادرت
- مع السقم تعتاد الهمومُ وساديا
- وفي الجيرة النائين لو تعلمينها
- علاقة ُ حبٍ همت فيها لياليا
- فلو جمعتنا الدار من بعد هذه
- إذاً لأطلنا يا أميمُ التشاكيا
- بمن أتداوى من جوى الهمّ لا بمن
- وهل دفن الأقوام إلا دوائيا؟
- وغادين قد أتبعتهم يوم ظعنهم
- جفوناً يعلّمن البكاء الغواديا
- وقفتُ لهم في مدرج البين وقفة ً
- تكسَّر أنّى ملتُ مّني عظاميا
- وقفتُ ونفسي رغبة في لقائهم
- تمنّي على كذب الرجاء الأمانيا
- ومَن ذهبت أيدي المنايا بشخصه
- فهيهات فيه يرجع الدهرُ ثانيا
- أحباى َ حال الموتُ بيني وبينكم
- فما حيلتي فيكم عدمت احتياليا؟
- فقوا لا أقام البينُ صدر مطيّكم
- لمستعطفِ بالدمع يخشى التنائيا
- قفوا خبّروني عنكم هل أراكم
- ولو شبحاً ما بين عينيَّ ساريا؟
- وتلك الليالي السالفات على منى ً
- تطيب وتحلو هل تعود كما هيا؟
- ليالي أنسٍ بالوصال لبستها
- رقاق الحواشي نيِّراتٍ زواهيا
- دعوا إلى قلبي أو خذوه مع الجوى
- فها هو خلف الركب أصبح ساريا
- أحبايَ لا والله ما عشتُ سلوة ً
- ولا بكم استبدلت خلاً مصافيا
- ولمّا سرى الناعي بكم فاستفزني
- ونادى منادي البين أن لا تدانيا
- ربطت الحشا بالراحتين ولم أخلْ
- تطيح شظايا مهجتي ببنانيا
- وعندي مما ثقَّف البينَ أضلعٌ
- غدون على جمر الفراق حوانيا
- وعينٌ بلا غمضٍ كأن جفونها
- حلفن بمن تهواه أن لا تلاقيا
- وقلبٌ متى يا برق يقدحك الأسى
- قدحت به زنداً من الشوق واريا
- ولي في زوايا ذلك النعش مهجة ٌ
- ترفُّ رفيف الطير يفحص داميا
- قضى الله أن لا أبرح الدهر اشتكي
- لو أعج يدمين الحشا والمآفيا
- فيا عين سيلي بالدموع صبابة ً
- ويا نفسُ منّي قد بلغت التراقيا
المزيد...
العصور الأدبيه