الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> يا قبر جادكَ وابلُ الرضوانِ >>
قصائدالهبل
يا قبر جادكَ وابلُ الرضوانِ
الهبل
- يا قبر جادكَ وابلُ الرضوانِ
- واستوطنتكَ عواطفُ الغفرانِ ؛
- وعلى ثراكَ تخطرت ريحُ المنى
- تسري بنشر البرَّ والإحسانِ
- فلقد ثوى بثراكَ حبر ماجدٌ
- حزنتْ لموقع صوته الثقلانِ
- يا ضاحكا في جنة الفردوس قد
- أبكيتَ من كانتْ لهه عينان .
- ما كان أبرك منك عمراً ماضياً
- قضيتهُ في طاعة الرحمانِ ؛
- وغدونَ معتصماً به مستعصماً
- بمعاقلِ التقوى من الشيطانِ .
- وسعيتَ في كسبِ الثناء فأنتَ
- من كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثاني ؛
- من كفل الثناءُ لهُ بعمرٍ ثاني ؛
- والعلم أجمعق غدوتَ مبرزاً
- في شوط حلبته على الأقرانِ ؛
- وبذلتَ نفسك للأئمة ِ راعياً
- لعهودهم في السرَّ والإعلانِ ؛
- وقضيتَ دهراً في القراع لعصبة ٍ
- شغلوا بقرع مثالثٍ ومثاني .
- جاهدتَ في مولاك حقّ جهادهِ
- تبغي رضا المتفضلِ المنانِ .
- كم منْ محبٍ قد تركتَ مكابداً
- أهوال دارِ مذلة ٍ وهوانِ .
- دارِ المصائبِ والنوائبِ والعنا
- وقرارة ِ الأكدارِ والأحزانِ ؛
- أعرضتَ عن دارِ الغرورِ فأنتَ من
- دار المقامة ِ في أعزّ مكانٍ . .
- كم ليلة ٍ أحييتها متهجداً
- بالفكرِ والصلواتِ والقرآنِ .
- تدعو إلهكَ في دجاها قائلاً
- جدْ بالفكاكِ على الأسير العاني
- لو كنتَ تملكُ إنْ سئلتَ إجابة ً
- ما قلتَ إلاّ سرني وحباني ؛
- وأباحَ لي ورد الرضى كرماً وما
- برحتْ عواطفُ بره تغشاني
- وأحلني دارَ المقامة ِِ خالداً
- في ظلّ ملك دائمٍ وأمانِ
- ونداؤهُ إياي ؛ فزتَ بما تشا
- من جنتي ونجوتَ من نيراني ؛
- آهٍ لو أنكَ عشتَ في أعمارنا
- دهراً ؛ وكنا نحنُ في الأكفان ؛
- هيهات لا يبقى على ملكوته
- إلاّ الإله وكلُّ حيًّ فاني
- فاذكرْ أهاليكَ الذين تركتهم
- يتجرعون مرارة الأحزان ؛
- واسألْ لنا مولاك غفراناً إذا
- حضرَ الحساب وزلت القدمانِ ؛
- أحسنْ ضيافتنا غداة قدومنا ؛
- فلقد عهدتكَ مكرمَ الضيفانِ
- وصلاة ربكَ لا تزال مدى المدى
- تهدى إلى المختار من عدنانِ
- والآل من عذبتْ مواردُ ذكرهمْ
- من كلّ مخلوقٍ بكلَّ لسانِ
المزيد...
العصور الأدبيه