الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني >>
قصائدالهبل
فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني
الهبل
- فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني
- وأغرى جفوني بالسهاد وأشجاني
- وأبدي سقامي فيكم ما كتمته
- وعبر شأني في الصبابة عن شاني
- وهيهات أن يخفى الذي بي من الهوى
- وسر غرامي بعدكم مثل إعلاني
- أأحبابنا حتى متى وإلى متى
- أرى ذاكرا بالغيب من ظل ينساني
- ألا عطفة بالوصل منكم لمغرم
- أسير الجوى صادي الجوانح حران
- بما بيننا من حرمة الود والهوى
- وعقد الإخا فكوا أسيركم العاني
- تخذتكم دون الأنام أحبة
- وعاصيت فيكم كل من ظل يلحاني
- فكيف سمعتم ما روته حواسدي
- وقالوه من زور علي وبهتان
- ووالله ما رمت التبدل عنكم
- ولا مر لي في القلب خاطر سلوان
- وإن التسلي والتبدل عنكم
- لأمران في دين الغرام أمران
- وعاهدتموني بالعقيق على الهوى
- فأين مواثيقي ترون وإيماني
- ولي فيكم يوم الوداع مهفهف
- جفاني فأغرى بالمدامع أجفاني
- كلفت به إذ صار في الحسن واحدا
- فلم يثنني عن حبه أبدا ثاني
- وعنفني من لم يذق كأس صبوتي
- ولا بات ذا قلب كقلبي ولهان
- عفا الله عمن لامني لو رأى الذي
- كلفت به يوم العقيق لأعفاني
- غزال كأن الله صور خلقه
- من النيرات الزهر في شكل إنسان
- يميس بقد يحسد الغصن لينه
- ويبسم عن در نضيد ومرجان
- وفي خده ورد جني قطافه
- ولكن سيف اللحظ يجني على الجاني
- أروم لقاه ثم أخشى رقيبه
- فآخذ عنه جانبا حين يلقاني
- أتاني هواه بعد تركي للهوى
- فأذكرني ما الدهر من قبل أنساني
- إلى الله أشكو ظالمين تعاهدا
- علي وكانا أصل همي وأحزاني
- هوى ضقت ذرعا عن تحمل بعضه
- ودهرا عن الهادي بن أحمد أقصاني
- فتى المجد والعلياء من صار مجمعا
- على فضله قاصي البرية والداني
- فتى ألقت الآداب طوعا لفكره
- مقاليد تسليم إليه وإذعان
- فتى مد للاحسان باع مبرز
- فلم يختلف في فضل سؤدده اثنان
- فتى ورث العلياء عن خير سادة
- مراجيح أحلام مساميح غران
- فتى ساد قبل الحلم أبناء جنسه
- وشاد لربع المجد أرفع بنيان
- أخو نجدة إن يدع للبأس والفدى
- فلا عاجز تلقاه ثم ولا واني
- حوى قصبات السبق طفلا وناشئا
- وبذ الأعالي من شباب وشبان
- لقد جمع الهادي بن أحمد في الورى
- مكارم شتى ما اجتمعن لإنسان
- خطابا كما افترت ثغور زواهر
- وخلقا كما اهتزت معاطف أغصان
- ونثرا كما رقت كؤوس سلافة
- ونظما كما راقت قلائد عقيان
- أمولى القوافي السائرات التي غدت
- يقر لها فكرا لبيد وحسان
- أبثك شوقا لي اليك أقله
- يهدد من ركني ثبير وثهلان
- أروح بقلب فارغ من تصبري
- وأغدو بصدر من شجوني ملآن
- فهل عطفه بالقرب منكم لشيق
- إلى ورد هاتيك الشمائل ظمآن
- وخذها كما لآحت نجوم زواهر
- دجى أو كما فاحت أزاهر بستان
- ومن سريعا بالجواب فإن لي
- إليك اشتياق المغرم الدنف العاني
- وحي الحسين الملك نجل مطهر
- أخا المجد سامي المرتقى عالي الشاني
- وإخوته الغر الأكارم من بنوا
- بناء المعالي فوق هامة كيوان
- تحية صب شوقه وغرامه
- لسوحهم لا للعقيق ونعمان
- ولا تعتبن في أن كتبي تأخرت
- فما عن ملال كان مني وشنئان
- ولكن لأحوال عرت لا عرفتها
- وطول هموم لم تزل قط تغشاني
- رماح أذى للحاسدين تنوشني
- وكف زمان لم تمد بإحسان
- تنمر لي يا بن الكرام وطالما
- قديما على حسن العوائد أجراني
- فكم وقعة بيني وبين صروفه
- تهون لها أيام عبس وذبيان
- وحسبي داء حرفة أدبية
- غدت سببا في وضع قدري ونقصاني
- ولو لم يكن من جوره غير أنه
- رماني بسهم البعد عنك فأصماني
- وما زلت مني في الضمير ممثلا
- فألقاك في طي الضمير وتلقاني
- دنوت إلى قلبي وإن كنت نازحا
- عليك سلام الله من نازح داني
المزيد...
العصور الأدبيه