الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى >>
قصائدالهبل
سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى
الهبل
- سقى العقيقَ ؛ فالديارَ فاللوى
- سحائبٌ تضحكُ منهنّ الربى
- وجادها هامي الغمام رائحاً
- على رباها غادياً كما تشا ؛
- ولا خلتْ عن أهلها طول المدى
- ولا تخطى نحوها صرفُ القضا ؛
- فكم بها من أغيدٍ مهفهفٍ
- تخجل من الحاظه بيضُ الظبى َ ؛
- له على رغمي كما شاء الهوى
- مني صفا الودَّ ؛ ولي منه القلى
- ساجي الرنا ؛ يمشي بقدًّ أهيفٍ
- يهزؤُ بالغصنِ الرطيب إنْ مشا
- يكاد غصنُ البانِ يحكي لينه
- وقده يقولُ مهلاً لا سوا ..
- أظلّ من غرته وفرعهِ
- مولهاً بين الصباح والمسا ؛
- يسومني العاذل فيه سلوة ً
- ولي فؤادٌ عن هواه ما سلا ؛
- يا عاذلي واللهِ لو رأيتهُ
- لقيتَ منه ما لقيتُ من عنا ؛
- كم ذا أقضي زمني في حبهِ ؛
- معللاً ما بينَ يأسٍ ورجا
- وكم بوعدِ وصله أطمعني
- حتى إذا استنجزتهُ الوعد لوى
- وحالتِ الأيامُ دونَ وصلهِ
- كأنما تحسدني على اللقا
- مالي وللدهر الخؤون لم يزلْ
- عليّ للأعداء سيفاً منتضى
- كمْ ذا أغضّ مقلتي على الأذى
- منه وكم أحملُ ما يوهي القوى
- وهكذا كلّ جوادٍ سابقٍ
- من الورى تعيده إلى الورا .
- يا طالما عللتُ نفسي بالمنى ؛
- وما عسى تجدي لعلّ وعسى
- لأجعلنّ الصبر لي خلقاً ومنْ
- يصبرْ ينلْ بصبرهِ أقصى المنى ؛
- فربّ همًّ قد عرا ثم انجلى
- وربّ يسرٍ بعد عسرٍ قد أتى ؛
- كم فرجٍ قد جاء بعدَ شدة ٍ
- وحالة ٍ حولها الله إلى . ؛
- أما منْ حجّ ولبى ودعا
- وجاء بالدين الحنيف المرتضى ؛
- لو لمْ يكن عليَّ دينٌ جائرٌ
- ولم تكنْ عندي حقوقٌ للورى
- لأرفضّنَ هذه الدنيا إلى الأخرى
- وحسبي بدلاً وحبذا ؛
- وألزم النفسَ العفافَ قائلاً
- للعمرِ المقبل كنْ كما مضى ؛
- ولم أعاتبْ سيفَ حظي إنْ نبا ؛
- ولم اقلْ لزمني حتى متى
- لكن حقوق قد ثناني الفقر عنْ
- قضائها ؛ والحقّ دينٌ يقتضى ؛
- وثقل دينٍ قد أذابَ جسدي
- وترك الطرفَ سميراً للسهى ؛
- عسى وعلّ فرجٌ معجلٌ
- من خالقي يكشف هما قد عرى ؛
- ثم الصلاة ُ والسلام ما بدا
- نورٌ وما غاب الظلام واختفى ؛
- على النبيّ المصطفى أكرم منْ
- أرسله ربُّ السمواتِ العلى ؛
- وصنوه حيدرة الكرار منْ
- باهى به الرحمنُ أملاكَ السما ؛
- والآل أرباب التقى أمانُ أهلِ الأرض
- أعلام الهدى سفن النجا .
المزيد...
العصور الأدبيه