الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> رميت أسهم آمالي فلم تصب >>
قصائدالهبل
رميت أسهم آمالي فلم تصب
الهبل
- رميت أسهم آمالي فلم تصب
- ورحت أدعو الندى جهرا فلم يجب
- وخاب ظني فيمن كنت أحسبه
- أبر من رحمي الأدنى وأرحم بي
- أهل الفضائل والخيل الصواهل
- والسمر الذوابل والخطية القضب
- ومن إليهم تناهى كل مكرمة
- ومن بهم عز قلب الجحفل اللجب
- ومن أناملهم جودا لآملهم
- في كل مخمصة تغني عن السحب
- ما لي وقد جئت ناديكم ألوذ به
- رجعت عنه أسير الهم والكرب
- حبرت فيكم برود المدح معلمة
- فما حصلت على شيء سوى التعب
- حاشاكم مالبخل تمنعون فتى
- وفاكم ببديع النظم منتخب
- أين النوال الذي ما زال دأبكم
- به ملكتم رقاب العجم والعرب
- وأين ما قد عهدنا من تلطفكم
- بكل منتزح الأوطان مغترب
- وكيف خابت ظنوني في أكفكم
- وظن غيري فيكم قط لم يخب
- وما أقول لمن قد جاء يسألني
- عنكم ومثلي لا يصبو إلى الكذب
- أما بكم تضرب الأمثال سائرة
- في المجد والجود والعلياء والحسب
- والله ما قصرت مني مدائحكم
- وإنما أدركتني حرفة الأدب
- يا ويح قلبي كم ظلت تقلبه
- أيدي الهموم على فرش من اللهب
- ولهف نفسي لو أجدي وواحربا
- لو كان ينفعني إن قلت واحربي
- أفي المروءة أن تظمي وقد صدرت
- عن بحر جود بعيد القعر مضطرب
- فإن أعد خائبا عن بابكم فلقد
- قلدتكم بعقود الدر والذهب
- وقلت فيكم مديحا لو مدحت به
- شمس الضحى لسخت بالأنجم الشهب
- وقد رميت عدي فقري بنائلكم
- لكنني لسواد الحظ لم أصب
- هي السعادة إن تبدو مطالعها
- يحظ الفتى ببلوغ السول والرب
- وإن يكن غيرها والحر ممتحن
- فما على من أقام العذر بالطلب
- يا دهر كم أتلقى كل نائبة
- بعزم ذي جلد يوهي قوى النوب
- وكم أصبر نفسا طال ما طعمت
- طعم البلا في طلاب المجد كالضرب
- وكم أومل والآمال تعكس آمالي
- وتمنعني عن نيل مطلبي
- وكم أردد زفراتي وأكتمها
- خوفا من الحاسد الغيار يشمت بي
- واحسرتا لهموم في الهموم غدت
- فعالة فيه فعل النار في الحطب
المزيد...
العصور الأدبيه