الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> حتام أكتم ما الدموع تبيح >>
قصائدالهبل
حتام أكتم ما الدموع تبيح
الهبل
- حتام أكتم ما الدموع تبيح
- وإلام أغدو مغرما وأروح
- وإلى متى أصبو إلى ريح الصبا
- ومهيج نار جواي تلك الريح
- ومعنف نحو الملامة جانح
- لو كان لي نحو السلو جنوح
- يملي على من ليس يسمع قوله
- في الحب قولا كله مطروح
- ومعذبي من لا أبوح بذكره
- ويكاد يعميني الهوى فأبوح
- من لو رآه البدر قال مخاطبا
- أنت المليح وما سواك مليح
- نشوان من خمر الرضاب لقده
- منها غبوق دائما وصبوح
- أعطيته روحي ومالي طالبا
- للوصل وهو بما طلبت شحيح
- ومتى شكوت له الهوى قال اصطبر
- فالصبر فيه لذي الهوى ترويح
- أمكلفي صبرا جميلا في الهوى
- تكليف ما لا يستطاع قبيح
- أرفق بجسم أنت سالب روحه
- أيعيش جسم فارقته الروح
- وانظر إلى قلبي عليك وناظري
- هذا قريح هوى وذاك جريح
- وسل المدامع عن غرامي فهو في
- متن الخدود بمدمعي مشروح
- إن لا تكن لي زورة تحيى بها
- روحي فموت من هواك مريح
- حيا الحيا زمن الغوير وأنت لي
- بالقرب منك وبالوصال سموح
- إذ لا أخاف الكاشحين وقولهم
- هذا الفتى المستهتر المفضوح
- يا عاذلين أنا الذي قد قلتم
- فاغدوا هبلتم في الملام وروحوا
- ولقد وقفنا للوداع ببارق
- إذ بارق البين المظل يلوح
- إذ ليس إلا مدمع متدفق
- إثر الهوادج أو دم مسفوح
- لم ندر هل تلك النفوس ذوائبا
- أم أدمع فوق الخدود تسيح
- وببابل سقت الغوادي بابلا
- ملقى بآثار الخيام طريح
- سمع الصبابة وهي حقا باطل
- وعصى النصيح وإنه لنصيح
- متيقنا جور الغرام وأن ما
- يروى عن المقل المراض صحيح
- قد عبرت عبراته عما به
- إن الهوى تلويحه تصريح
- أضحى يحدثه أحاديث الهوى
- عنهم خزامى بابل والشيح
- قلق الفؤاد كأنما هبت له
- من حضرة الهادي بن أحمد ريح
- سباق غايات المعالي من له
- طرف إلى نيل الفخار طموح
- خلق يحاكي البدر حين يلوح مع
- خلق يحاكي الزهر حين يفوح
- من إن دجت ظلم النوائب حلها
- رأي له في المشكلات رجيح
- ندب يجل عن المدائح كلها
- لو أن شعر العالمين مديح
- وإذا أشار الناس نحو مسود
- فهو المشار إليه والملموح
- شهم يلاقي النائبات بعزمة
- تدع الشوامخ وهي بيد فيح
- وفضائل ما حازها أحد غدت
- ولها على شمس النهار وضوح
- وندى كما انهل الغمام ورآءه
- نسب كما انشق الصباح صريح
- يتناقل الأدباء در قريضه
- فكأنه التهليل والتسبيح
- يا أفصح الفصحاء غير مدافع
- أقلل لمثلك أن يقال فصيح
- إذ أنت للأدباء درة تاجها
- بل أنت في جسد المعالي روح
- خذها كما ابتسمت أزاهر أيكة
- قد زانها التهذيب والتنقيح
- غراء تجتلب القلوب غرابة
- لم لا وأنت بدرها الممدوح
- أشكو عظيم جوى إليك مضاعفا
- لي من سموم سمومه تلويح
- وصروف دهر يا بن أحمد لم يزل
- يبدو لهن تجهم وكلوح
- فابعث قريضك رقية يحيى بها
- قلبي فقد أودى به التبريح
المزيد...
العصور الأدبيه